الملحق العاشر
دراسة في الإيمان من المفيد أن يقوم بعض أو كل أعضاء فرقة ﻠﭽيو ماريا بدراسة الإيمان إضافة إلى أعمالها الأخرى. ولكن يجب على أنواع بعينها من الفِرَق أن يأخذوا هذا العمل على عاتقهم بطبيعة الحال، مثل فِرَق الأشبال والفِرَق الداخلية، وكل الفِرَق التي تتخصص فى إعطاء الإرشاد والتوجيه إن حياة الصلاة والتكريس المكثفة التي يعيشها أعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا، تضمن منهجاً رائعاً لهذه الدراسة، وتقي من الإحتمالات الغير مواتية التى قد تقع خلال العمل. إن المكتفين بذواتهم، أو المتفاخرين بعلمهم أو ما شابه، الذين يدخلون فقط للتشويش والإنقطاع، سيتم لفظهم بواسطة النظام. ومن جهة أخرى، فإن المنظمة تُدعِم وتتمسك بعضوية مَن لن تتمسك بهم الدراسة الحديثة سريعة الإستهلاك إضافة إلى ذلك، فإن نجاح الدراسة مضمون من خلال الإلتزام به بروح الوحدة مع تلك التي كان سعيها للنور شديد التواضع وشديد البساطة، حتى إنها تُجَسِد المثال الكامل لإتباعها: “كَيفَ يَكونُ هذا؟” (لو١: ٣٤) ولها أُعطي ذاك الذي هو الحكمة الإلهية، الحقيقة الأبدية والنور الحقيقى. فهي تبقي حارسة هذا الكنز. إليها يجب أن يلتجئ مَن يريد أن يأخذ من هذا الكنز. إن أعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا يرون في إجتماعهم الإسبوعى إلتحاماً حول أمهم المحبوبة، وتشابك بين أياديهم وأيديها المليئة عن آخرها بكنوز المعرفة التي يبحثون عنها أما السمة البارزة ﻠﻠﭽيو ماريا فهي أن تناولهم لعمل دراسة الإيمان ليس من زاوية الممارسة العلمية والفكرية بل بالأحرى من زاوية روحية، والسمة الثانية المميزة، أن هذه الدراسة ليست مبنية على أساس المحاضرات؛ لأن هذا النظام من جهة لا يتوافق مع نظام الفرقة ومن جهة أخرى، بسبب الطبيعة البشرية التى تركن إلى الإسترخاء فى مواجهة موقف يقوم فيه عضو أو أكثر بكامل العمل وكامل المسئولية كما يفعل المحاضر. إضافة إلى ذلك فإن المحاضرة لن تَحظى إلا بإعجاب الحاضرين الأكثر ذكاء، فى حين أنها تُشكِل صعوبات لغالبيتهم. وهذا يجعل فهم الموضوع صعباً على الحضور وكنتيجة حتمية يتم نسيانها سريعاً. ومجدداً فإن النسبة بين مَن يسمع محاضرة قيمة وهو فى حالة إدراك ومَن يكون في حالة عقلية خاملة، هي نسبة مُلفِتة للغاية ومن الناحية الأخرى، فإن نظام اﻠﻠﭽيو ماريا لا يسمح للعضو بالتراخي، فكل واحد مدعو لإعطاء تقرير عن عمله. فهذا يؤكد للعضو - بطريقة مختلفة، بالحقيقة، ولكن بالقوة ذاتها - صحة الفرضية التي تقول بأن جهد ومسؤولية نظام المحاضرات كلها يقعان على المحاضر. فليس العضو مستمعاً فقط. فعقله يجب أن يكون دائماً في حالة نشطة وليس في حالة إستقبال فقط. فهو قطعاً في حالة عمل مستمر، وفى نفس الوقت يكون هناك مَن يُراقِب ويُشرِف على تقدمه فى العمل يقدم كل عضو تقريره وهو جالس، ودفتره أمامه. وأي ملاحظات كان قد كتبها تكون بجانبه أيضاً. لا يوجد أي شيء حوله يجعله يفقد ثقته بنفسه. يصوغ تقريره بجُمله الخاصة وأسلوبه، كما يوصل أفكاره وصعوباته بطريقة ذات وقع بسيط وسهل الفهم لمَن هم حوله. ومن الممكن أيضاً أن يتدخل بعضهم بأسئلة أو ملاحظات. وبعد ذلك يتم الإستماع للتقرير الذي يليه. ويمكن الملاحظة أيضاً أن هذه الإجتماعات لا تكون كمركبة تنقل الركاب في رحلة سهلة على الأرض، بل كالمحراث والمسلفة اللذان يُقلِبان هذه الأرض بشكل مؤلم. وبمرور الوقت فبعد أن يكون قد تم شرح، وإعادة شرح، فصل من الكتاب شرحاً مفصلاً من خلال التقارير التي قُدمت من أعضاء الفرقة، يكون هذا الفصل قد تم فهمه فهماً كاملاً من الجميع، وبالتالي لا يمكن نسيانه أبداً وبما أن هذا العمل الدراسي يرافق أعمال الفرقة الأخرى، فمن المؤكد أن يحظى بروح اﻠﻠﭽيو ماريا النشطة، والتي تحثهم على وضع معلوماتهم محل التنفيذ والعمل. وأما الفرقة التي تصل إلى تقدم ملحوظ فى الدراسة، فمطلوب منها أن تبدأ بتقديم الحصص والعمل الإرشادى، وعمل منتدى الدليل الكاثوليكى، وكل الوسائل الممكنة لنشر المعرفة الخاصة التي حصل عليها الأعضاء. فهم لن يستطيعوا أن يخفقوا، ولو مصادفة، في نشر رغبة عظمى في اﻠﻠﭽيو ماريا فى تعلم مبادئ الإيمان. أما المعرفة المكتسبة في اﻠﻠﭽيو ماريا فهي حق لجميع البشر، يتم نشرها من خلال وسائل وطرق لا حد لها تشملها إتصالات اﻠﻠﭽيو ماريا. وبهذا فإن خطوة مهمة تمت نحو “إزالة أسوأ النقمات المتفشية بين الشعب الكاثوليكي، وهي الجهل بالإيمان.” البابا بيوس الحادي عشر: شعار ملائم، ٢٩ حزيران (يونيو) ١٩٢٣. إن دليل اﻠﻠﭽيو ماريا هو أول وأهم كتاب يجب دراسته. فهو بحق الواجب الأساسي لعضو اﻠﻠﭽيو ماريا. فإذا لم يُفهَم نظام اﻠﻠﭽيو ماريا بشكل جيد، فكيف لهم أن يعيشوه ويُطبقوه في مجال الدراسة أو فى أى مجال عمل. فإنه لعمل غير عاقل أن تبني بيتاً دون تدعيم أساساته. كذلك الأمر بالنسبة لدليل اﻠﻠﭽيو ماريا، فلا يمكن بناء صرح دراسى على أساس نظام اﻠﻠﭽيو ماريا، دون تدعيم هذا النظام، وذلك لن يتأتى إلا من دراسة متعمّقة له
أما فروع الدراسات التي يستطيع أن يقوم بها اﻠﻠﭽيو ماريا تحت إشراف المرشد الروحي وتكون ذات فائدة عظمى هي: العقيدة وعلم الدفاع عنها، الكتاب المقدس، علم الإجتماع؛ الليتورجيا؛ تاريخ الكنيسة واللاهوت الأخلاقى
يجب تخصيص جزء محدد من الإجتماع - ربما جزء من الوقت الذي يتبع كلمة الإرشاد (Allocutio) - للإهتمام بهذا العمل. ويجب إعطاء هذا الجزء من البرنامج عناية خاصة لأجل وضع إطار محكم لهذا القسم من الإجتماع، فيضمن بذلك ألا يتحول إلى مجرد حوار مفكك في كل إجتماع يجب تحديد جزء من سلسلة الدراسة على أعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا ليتم دراستها فردياً. والأعضاء من جهتهم يجب أن يُقْدِموا على هذا العمل بدرجة عالية من الدقة والإخلاص الذى تتبعه اﻠﻠﭽيو ماريا في جميع أعمالها، لأنه هناك دائماً الميل للإنحراف نحو الإهمال والأداء غير اللائق دون ملاحظة ذلك. إن الدراسة الفعلية تتم بدون أية تدخلات أو مراقبة من أى نوع سوى شهادة السماء. إضافة إلى ذلك فإن الفرقة ليست عبارة عن حصة مدرسية عادية، لذلك فمن السهل تمرير تقرير إليها، حتى ولو تم تحضير هذه الدراسة بدون إهتمام يجب أن يقدم الأعضاء تقريراً فردياً فى كل إجتماع عن عملهم الإسبوعى. وقد يطرحون فى تقاريرهم أيضاً بعض الصعوبات التي واجهتهم فى الجزء المخصص لدراسة الإسبوع. يجب أن تحث المنظمة الأعضاء على عدم طرح الصعوبات التي يمكن حلها بالمزيد من الجهد من جهتهم إن العمل الفردي والشخصي والجهد المبذول من قِبل الأعضاء يجب أن يتم دعمه وتشجيعه على قدر المستطاع. ويجب أن يُراعى الإنتباه إلى أن لا تضل المناقشات فى مسارات غير ضرورية أو غير مرغوب فيها، وأن لا يتم التحدث أو النقاش فى مواضيع ونقاط بالغة العمق، أو مضللة بأى صورة، أو لا أهمية لها في الدراسة. وفى كل هذه الأمور، فإن الرئيس العام chief reliance للفرقة سيكون بالطبع هو المرشد الروحي
وهنا يجب التشديد على أنه يمكن إعفاء العضو من واجب العمل فقط في حالة القيام بمهمة إسبوعية هامة وفعّالة. لا يمكن تعويض العمل، ولا حتى جزئياً، من خلال الدراسة “كم هما متحالفان النقاء والنور! الأرواح الأكثر نقاء هي التي يعطيها الله المزيد من النور. لهذا فإن سيدتنا العذراء الطوباوية هي أكثر الخلائق إشراقاً وإنارة. لقد قيل عنها إنها تُضيء الملائكة، ولكنها تُضيء البشر أيضاً، ولهذا تُلقبها الكنيسة بكرسي الحكمة. وهذا يعني أن جميع دراساتنا، وتأملاتنا، وحياتنا بكاملها يجب أن تنجذب أكثر فأكثر إلى فلك تلك المرأة، التي هي المباركة بين جميع النساء، وأم نور الأنوار، الكلمة الذي صار جسداً. إن هذه الخليقة التى لا تُضاهى، قد جعلها الله ملتحفة بالشمس وجعلها تشع بنور المسيح للعالم بأسره ولكل نفس تنفتح لإستقباله
(سوفيه Sauvé: مريم في الزمان)
تضرعي لأجلنا يا والدة الله القديسة ... لكي نستحق مواعيد المسيح