توماس مور هاد
 كان توماس مورهاد مثالاً لكل الرجال والنساء ممن يتمنون تبعية المسيح، فقد سلك مسلك والدة الله مريم؛ فتكرس ليسوع بواسطة مريم، وارتدى وشاحها البني اللون، وكان يتلو كل يوم عددًا وفيرًا من المسابح الوردية. وكان توماس منتمياً إلى الرهبنة الثالثة لآباء الكرمل، وكان نشطاً جداً في اللچيو ماريا. لكن من أهم ما تميز به هو أنه أظهر لنا بمثاله الصالح والعميق كيفية الاقتداء بفضائل إمنا المباركة.
لمدة 40 عامًا خدم توماس أمنا العذراء في اللچيو ماريا، وباستثناء ليلة رحيله عن عالمنا، لم يحدث أبدًا أن فاته اجتماع أسبوعي، وهنا كان يكمن تفانيه
وطاعته، وعندما كان يُطلب من توماس القيام بعمل يثير الانتباه إليه، كان يقول : "ضعني تحت الطاعة، وأنا سأقوم بهذا العمل...". فقد كان دائماً ما يلتمس إرادة الله لا إرادته الشخصية في أي موقف يواجهه، بانتهاجه سبيل الإيمان.
كان يبدأ يومه كل صباح بقداس في الساعة 6.30. لم يكن يعرف التعب عندما يتعلق الأمر ببذل الجهد لأمنا مريم العذراء، ولخدمة المسيح في آخرين. وكانت رسالته في المستشفيات، إذ كان يأخذ المرضى إلى القداس ويتحدث إليهم عن يسوع ومريم.
كان تكريس توماس الكامل ليسوع بواسطة مريم يتفق مع نهج القديس لويس ماري دي مانفور في بحثه الذي يحمل عنوان: "التكريس الحقيقي لمريم". ففي هذا التكريس، سلَّم توماس مريم العذراء ماضيه وحاضره ومستقبله الدنيوي والروحي، وعاش بالفعل هذا التكريس. كان توماس يقرأ كل يوم يوم كتاب "سير القديسين" للكاتب الانجليزي القس ألبان باتلر ولم يكف عن الاندهاش مما كانوا يصنعوه هؤلاء القديسين،  دون أن يخطر أبداً بباله أنه قد يكون مثلهم.
وبدا كما لو كان سائراً بقداسة على نهج القديسة تيريزا، الوردة الصغيرة، فكان هادئاً وبسيطاً ومصلياً.
تضرعي لأجلنا يا والدة الله القديسة ... لكي نستحق مواعيد المسيح