فمتى دخل أعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا الأكفاء أحد البيوت، يعرفون كيف يجعلون كل فرد من أفراد ذلك البيت يشعر بإشعاع رسالتهم. فالإهتمام الصادق بالأولاد له عادة تأثير حسن في نفوس الوالدين. ويمكن إنتهاز فرصة هذا التأثير بمهارة لزرع بذور النعمة الفائقة الطبيعة في قلوبهم. وكما أن الأولاد قد صاروا المفاتيح إلى بيوت والديهم، سيثبتون كذلك أنهم المفاتيح لقلوب والديهم ولنفوسهم فى النهاية. (ج) تعليم العقيدة المسيحية للأطفال. يجب أن تضاف إلى هذا العمل الجزيل الفوائد، زيارة بيوت الأطفال الذين لا يحضرون للكنيسة بشكل كاف، أو بشكل عام بغرض إبداء الإهتمام الشخصى بكل واحد منهم، والإتصال ببقية أفراد الأسرة. ومن خلال هذا الظرف تستطيع اﻠﻠﭽيو ماريا أن تخدم أهداف الفرع المحلي لأخوية التعليم المسيحي. راجع الملحق ٨. إن المثال التالي يوضح مدى فاعلية تطبيق نظام اﻠﻠﭽيو ماريا في إدراة فصول مدارس الأحد، في إيبارشية كثيفة السكان. على الرغم من جهود الكهنة الحماسية، بما فيها عظاتهم، فقد تراجع متوسط عدد حضور الأطفال إلى خمسين. وفي هذه الفترة، أُنشئت فرقة ﻠﻠﭽيو ماريا، فأضافت إلى التعليم زيارة الأطفال في بيوتهم. فكان عمل الفرقة مدة سنة كاملة كافياً لرفع معدل الحضور فى الفصول إلى ستمائة. مع العلم أن هذا العدد المدهش لا يقارن بالفوائد الروحية التي حصل عليها عدد لا يحصى من اللامبالين من أقرباء هؤلاء الأطفال. يجب أن يكون شعار اﻠﻠﭽيو ماريا، في جميع أعمالهم: “كيف تنظر مريم إلى هؤلاء الأشخاص الذين هم أولادها، وكيف تعاملهم؟” كما يجب أن تزداد هذه الفكرة وضوحاً في هذا العمل أكثر من أي عمل أخر. فهنالك ميل طبيعي إلى نفاذ الصبر مع الأولاد. ولكن الخطأ الأسوأ يقوم في إلقاء دروس التعليم المسيحي كمجرد عمل بحت وبنبرة دنيوية بحتة، فيشعر الأطفال أن أوقات التعليم المسيحي هي مجرد ساعات إضافية إلى ساعات المدرسة. فإن حدث هذا، فان تسعة أعشار المحصول لا يُحصد. وهكذا فليسأل الأعضاء أنفسهم مرة ثانية: “كيف يمكن أن تعلّم أمّ يسوع هؤلاء الأطفال الذين ترى في كل واحد منهم إبنها الحبيب؟”
في تعليم الصغار، تلعب الوسائل المرئية والمسموعة دوراً مهماً جداً. أما مواد التعليم المسيحي يجب أن يتم إختيارها بعناية خاصة، بحيث تكون مطابقة لتعليم الكنيسة.
يُمنَح مَنْ يقوم بتعليم العقيدة المسيحية، ومَن يحصل على هذا التعليم أيضاً، غفراناً جزئياً. (القائمة الرسمية للغفرانات والقوانين التي تحكمها - مجمع التوبة الرسولي، ١٩٦٨ - ٢٠) (د) المدرسة غير الكاثوليكية أو المدرسة الحكومية. إن حياة الطفل الذي لا يتعلم في مدرسة كاثوليكية هي في أزمة واحدة مستمرة، ولعله من الصعب منع إنزلاق هذا الطفل في سنوات لاحقة فى أحد المشاكل. فإذا وافقت السلطات الكنسية المحلية على بعض التدابير لمعالجة هذه الحالة، فعلى المنظمة المريمية أن تتبناها بكل قوتها وطاقتها. (ھ) جمعيات أخوية للشباب. تبدأ الأزمة عند الأطفال الذين كانوا في مدارس صالحة، فى سن مغادرة المدرسة. فهم عندها يتحررون من المدرسة وتأثيراتها الحسنة، ومن تدابير حمايتها لهم، ومن طرق وقايتهم في أدقّ التفاصيل. وقد تكون هذه التدابير السند الأوحد لهم، بسبب إفتقار عائلاتهم إلى الروح الدينية، وعدم إهتمامها بمراقبتهم.
وتزداد المسألة تعقيداً لأن توقف حماية المدرسة يأتي في سنّ تبدأ فيه الصعوبات الأدبية الكبرى، ولسوء الحظ أيضاً، في الوقت الذي يشعر فيه هؤلاء الشباب أنهم لم يعودوا أطفالاً، ودون أن يصبحوا ناضجين. فمن الطبيعي أن يكون الإحتياط المناسب لهذه المرحلة الإنتقالية صعباً جداً، ولذلك كثيراً ما يكون ناقصاً. ومتى إنقضت مرحلة التحول هذه، ونظام حماية البالغين يفتح ذراعيه لهم، فإن ذلك لن يجدي نفعاً. لأنهم قد تذوّقوا سحر الحرية المحفوف بالمخاطر.
لذلك فإن مراقبة هؤلاء الشباب، التي تم المحافظة عليها في المدرسة، يجب أن تستمر بشكل مختلف حتى بعد تركهم لها. هناك طريقة يمكن أن نوصي بها، وهي إنشاء جمعيات شبابية، تحت إشراف اﻠﻠﭽيو ماريا، أو على الأقل تشكيل فرع شبابي في إحدى الجمعيات العادية الموجودة أصلاً. وقبل أن يغادر هؤلاء الشباب المدرسة، يتأكد المسؤولون عن المدارس أن قوائم بأسمائهم قد أعطيت لفِرَق اﻠﻠﭽيو ماريا، والتي بدورها تقوم بالإتصال بهم وزيارتهم فى بيوتهم، ليتعرفوا عليهم، ويقنعوهم بالإنضمام إلى إحدى هذه الجمعيات الكنسية. أما الأطفال الذين لا يتمكنون من إقناعهم بالإنضمام أو كان حضورهم للإجتماعات غير منتظم، فيجب أن يكونوا موضوع زيارات خاصة من قِبَل أعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا. إن كل عضو في اﻠﻠﭽيو ماريا سيطلب منه الإهتمام بعدد معين من الأعضاء الشباب، فيصبحون تحت مسؤوليته. ومن واجبه قبل كل إجتماع للجميعة الشبابية أن يتصل بهم ليذكرهم بواجب الحضور. كما ويتضمن نظام هذه الجمعية رياضة روحية سنوية - مغلقة إن أمكن - وكذلك يجب أن تشكل حفلة ترفيهية سنوية جزء من النظام.
ليس هناك طريقة أفضل، بل ليس هناك طريقة مضمونة، للتأكد من ممارسة هؤلاء الشباب بإنتظام للأسرار المقدسة فى فترة ما بعد المدرسة.
إن حالة الأطفال الذين يخرجون من مراكز الأحداث أو دور الأيتام، تكون بحاجة إلى عناية خاصة في العمل المذكور. فقد يكونون أحياناً بلا أبوين، وأحياناً أخرى ضحايا أبوين فاسدين.
(ز) صيغة مريمية للشبيبة. يبدو من الضروري أن نقترح بعض القواعد الإرشادية لأعضاء المنظمة الذين يديرون أندية أو جماعات الشباب. ففى الغالب تعتمد الأساليب المتّبعة بشكل كامل على الأشخاص المسئولين عن هذه الأنشطة، ولذا يسود تنوّع فى المناهج قد يتفاوت ما بين إجتماع يومي إلى إجتماع إسبوعي، أو من التسلية البحتة أو التدريب التقني البحت إلى التعليم المسيحي البحت. ومن الواضح أن إختلاف هذه الأساليب يؤدي إلى نتائج مختلفة أيضاً، وهذه النتائج لا تكون دائماً للأفضل. فالتسلية وحدها مثلاً، تشكل تدريباً مشكوكاً بأمره بالنسبة للشبيبة، حتى وإن كان الإعتقاد بأنها “تبعدهم عن المشاكل”. فهناك مثلاً معروفاً ومتداولاً يقول: “عمل طوال الوقت دون لعب، يخلق ولداً بليداً” لكن هذا يكمله بشكل طريف مثلاً آخر أكثر دقة يقول: “لعب طوال الوقت بدون عمل لا يخلق إلا ولداً هو مجرد دمية.”
ففي هذا المجال، قد أثبت نظام الفرقة المريمية كونه معياراً معتدلاً، بحيث يوافق كل أنواع الناس والأعمال. فهل من الممكن إختراع نظام معتدل بسيط يمكن تطبيقه على الشباب بشكل عام؟
لقد أثبتت الإختبارات أن مخطط عمل يتبع الخطوط التالية يعطي نتائج مرضية جداً، لذلك نحث الفِرَق التي تهتم بمجموعات الشبيبة على تجربتها:
۱. الحد الأقصى لعمر العضو هو ٢١ سنة، دون تحديد حد أدنى؛ ومن الأفضل فصل المجموعات بحسب أعمارهم.
۲. يجب أن يحضر كل عضو جلسة إسبوعية منتظمة. وإن كانت بعض المجموعات تجتمع أكثر من مرة في الإسبوع، فإن قاعدة الحضور هذه تبقى إختيارية بالنسبة للإجتماعات الإضافية.
۳. على كل عضو أن يتلو صلوات “السلسلة” يومياً.
٤. يجب إقامة المذبح المريمي في الإجتماع الإسبوعى، إما على مائدة كما في إجتماعات فرقة اﻠﻠﭽيو ماريا، أو منفرداً، أو على مكان مرتفع للمحافظة عليه.
٥. تُتلى في كل جلسة الصلوات المريمية بما فيها المسبحة الوردية موزعة كما في إجتماعات الفرقة.
٦. يجب أن تدوم الجلسة ساعة ونصف على الأقل، ويمكن أن تدوم أكثر من ذلك أيضاً.
٧. يجب ألا يقل الوقت المكرس للعمل والأغراض التعليمية اللازمة عن نصف ساعة. أما بقية الوقت فيمكن تخصيصه للعب والترفيه. أما “العمل” فنعني به تسيير الأعمال والشؤون المرتبطة بإدارة مجموعات معينة، على سبيل المثال، فريق كرة القدم أو أندية رياضية أخرى ...إلخ. أما “الأغراض التعليمية” فهي كل أنواع التدريب والإرشادات التعليمية، دينية كانت أو غير دينية، التي عليهم التعامل معها.
٨. يجب على كل عضو أن يتناول القربان المقدس مرة في الشهر على الأقل.
٩. يجب أن يتم حثّ الأعضاء على الإنضمام إلى العضوية المساعدة في اﻠﻠﭽيو ماريا، وأن تُغرس في عقولهم فكرة خدمة القريب وخدمة الجماعة. “من السهل أن نتوسع في توضيح الدروس العديدة التي تلقيها علينا سيرة القديس يوحنا بوسكو النشيطة إلى حد يفوق المعتاد. وأنا أختار منها درساً واحداً له أهمية كبرى وفوائد دائمة، وهو وجهة نظره الخاصة في العلاقات الواجبة أن تكون بين المعلمين والطلاب، بين الرؤساء والمرؤوسين، وبين الأساتذة والتلاميذ في المدارس أو الكليات أو الإكليريكيات. فقد كان يكره كراهية قصوى، ذلك التحفظ والتباعد والمغالاة في الوقار، التي تجعل بعض الرؤساء وبعض المعلمين، بعيدين كل البعد عن أولئك الذين أوكل الله إليهم تربيتهم وتهذيبهم. وقد يكون ذلك أحياناً عن مبدأ، وأحياناً أخرى عن عدم إكتراث، وأخرى عن أنانية محضة. فالقديس يوحنا بوسكو لم ينسَ هذه الكلمات قط: ‘إِذا جَعلوكَ رَئيساً فلا تَتَكبرْ بل كُنْ بَينَهم كواحِد مِنهم إِهتَمَّ بِهم.’ (سي٣٢ :١)”
(الكاردينال بورن Bourne) ٨. المكتبة المتنقلة يستطيع الأعضاء أن يديروا مكتبة متنقلة، أو كشك كتب متنقل في الأماكن العامة، ويفضل أن يكون ذلك بالقرب من إحدى الشوارع المزدحمة بالناس. فقد أظهرت التجربة قيمة هذا العمل الكبيرة كأحد أعمال اﻠﻠﭽيو ماريا. إذ ليس هناك وسيلة أقوي فاعلية منه، للقيام بعمل رسولي واسع النطاق تجاه الصالح، والمتوسط، والسيء من الناس، أو لجلب إنتباه الناس اللامبالين إلى الكنيسة. لذلك ترغب المنظمة رغبة شديدة في أن تنشىء في كل موقع كبير، مكتبة متنقلة واحدة على الأقل. يجب أن تنظم المكتبة بحيث يمكنها أن تعرض أكبر عدد من عناوين الكتب والنشرات. وأن تُزَوّد بعدد وافر من المطبوعات الدينية الغير غالية الثمن. كما ويجب أن يهتم أعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا بأنفسهم بهذه المكتبة.
يمكن أن تجذب المكتبة جميع أصناف الناس إلى جانب أولئك الذين يذهبون إليها بقصد الشراء. فيذهب إليها الكاثوليك الذين يرغبون في محادثة إخوتهم في الدين؛ ومحدودى الفكر وغير المبالين الذين يسعون لقتل وقتهم أو إشباع فضولهم؛ وغيرهم من الأشخاص الذين لا يهتمون كثيراً بالشؤون الدينية ولا يريدون أن يكون لهم إتصال مباشر مع الكنيسة. فكل هؤلاء سيتجاذبون الحديث مع أعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا المسؤولين عن المكتبة لأجل لطافتهم وحسن تصرفهم، فهم مدربون على إستغلال فرصة الحديث والبيع ليبنوا علاقة صداقة معهم. فبذلك يرفعون مَنْ يتحدث معهم إلى مخطط أعلى من الفكر والعمل. فالكاثوليك سينقادون للإنضمام إلى أي “عمل كاثوليكي”. وأما غير الكاثوليك فستتم مساعدتهم على فَهم الكنيسة. وقد يخرج أحد الأشخاص من المكتبة وهو مصمم على أن يحضر القداس الإلهي ويتناول القربان المقدس يومياً؛ ويصمم آخر على أن يصبح عضواً مريمياً، عاملاً أو مساعداً أو معاوناً؛ وقد يتصالح آخر مع الله؛ وقد يحمل آخر بقلبه بذار الإرتداد للكنيسة. وأما الزوار الغرباء عن المدينة، فقد تثير المنظمة إهتمامهم (والتي قد لا يرونها في ظروف أخرى)، وقد يهتمون بإنشاء فرقة في مدينتهم.
وتشجع المنظمة أعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا، على ألاّ ينتظروا بسلبية قدوم الناس لمكتبتهم. فلا يترددوا في التوجه لسكّان المنطقة حولهم، ليس بهدف بيع المنشورات فقط، بل لتنمية وتثبيت علاقة معهم، وإستخدامها فيما بعد بالطريقة التي قد سبق ذكرها آنفاً.
من المهم أيضاً أن نذكّر الأعضاء بأن الحفاظ على متابعة هذه الصداقات التي باشروا بها، هي جزء ضروري من العمل بكليته. إن طرح مشروع كهذا يصطدم غالباً بالإعتراض القائل إنه لا بد من وجود كاثوليك ذوي ثقافة جيدة للقيام به، وأمثال هؤلاء ليسوا متوفرين. لا شك أن المعرفة الكافية للعقائد الكاثوليكية تكون عظيمة الفائدة لمثل هذا العمل، غير أن عدم توفرها لن يمنع اﻠﻠﭽيو ماريا من الشروع بالعمل. لأن الجاذبية الشخصية هي عنصر له إعتبار كبير في هذا العمل. كما قال الكاردينال الطوباوى نيومن: “الأشخاص يؤثّرون فينا، والأصوات تصهرنا، والأعمال تضرم النار فينا. فليس القياس المنطقى هو الذى يبدلنا داخلياً.”. وبإختصار فإن الجدية والعذوبة في التعامل أكثر أهمية من العلم الواسع. فالعلم الواسع يميل لإغواء هؤلاء الذين يمتلكونه إلى مياه عميقة ومسالك معوجّة لا تقود إلى أى مكان، بينما إعتراف صريح من الإنسان بضعفه، وقوله ‘لا أعلم، ولكنّي أستطيع أن أكتشف’ يحصر النِقَاش حول حجر الأساس. ويلاحظ أن القسم الأكبر من الصعوبات ينبع من الجهل الكبير، تلك التي يستطيع عضو اﻠﻠﭽيو ماريا العادي أن يتعامل معها. أما الأمور الأكثر تعقيداً فتعرض على الفرقة أو على المرشد الروحي.
إن الهجمات على الكنيسة بسبب ما حصل فيها من أخطاء في الماضي، وإضطهادات، ونقص في الغيرة يمكن أن تقود إلى مناقشات لا نهاية لها وتعقّد المسألة بصورة لا رجاء فيها. قد يكون هناك بعض الحقيقة في هذه الإتهامات، وذلك ما يزيد المشكلة تعقيداً. إن محاولة إقناع المنتقدين المعادين، عن طريق الرد على هذه الإنتقادات وكل نقاط الخلاف الصغرى، لهو درب من المستحيل، حتى ولو جَنّدت الكنيسة كل أصحاب المعرفة الواسعة في صفوفها. أما موقف عضو اﻠﻠﭽيو ماريا في هذه الأحوال هو تخفيف حدة الموقف وثورة النِقَاش إلى أبسط صورها، وأن يوضح: أن الله قد ترك للناس رسالة يسميها الناس “الدين”. وبما أن الدين هو صوت الله، فبالقطع لا بد أن يكون واحداً، واضحاً، ثابتاً، سديداً، يتمتع بسلطة سماوية.
إن هذه الميزات لا توجد إلا في الكنيسة الكاثوليكية، ولا يوجد نظام أو هيكل آخر يدّعي توفّر هذه الميزات لديه. فخارج الكنيسة لا يوجد سوى التناقض والإرتباك، بحيث يتحقق قول الكاردينال الطوباوى نيومن: “إمّا أن يكون الدين الكاثوليكي هو الآتي من العالم غير المنظور إلى هذا العالم، وإما أنه لا يوجد أي شيء إيجابي، أو جازم إلى أين نحن ذاهبون.” لا بدّ من وجود كنيسة حقيقية. ولا يمكن أن يكون هنالك سوى كنيسة حقيقية واحدة. فإن لم تكن الكنيسة الكاثوليكية، فأين هي إذاً؟ إن هذا المسار البسيط لتناول الحقيقة له تأثير ساحق، كمثل ضربات موجهة على الدوام نحو نفس النقطة. قوته في بساطته. حتى الشخص الأوسع علماً لا يمكنه أن يعترض عليه، حتى بينه وبين نفسه، وإن واصل الحديث عن أخطاء الكنيسة. وهنا يجب تذكير هذا الشخص بإختصار ووداعة، أنه يسرف في البراهين. لأن إعتراضاته على الكنيسة يمكن أن تنطبق على أية منظمة دينية أخرى. فإذاً بإثباته أن الكنيسة على خطأ، لمجرد أن بعض رجال الكنيسة قد أخطأوا، فلن ينجح إلا في إثبات عدم وجود دين حقيقي في العالم. لقد مضى العهد الذي كان يدّعي فيه البروتستانتي أن الحقيقة محصورة في مذهبه. أما اليوم فإنه بتواضع كبير يناقش فكرة أن بحوزة كل الكنائس جزءاً أو وجهاً من هذه الحقيقة. لكن جزءاً من الحقيقة لا يكفي. هذا الإدّعاء يعادل الجزم والتأكيد بأنه لا يمكن معرفة الحقيقة ولا يمكن العثور عليها. لأنه إذا كانت بعض عقائد الكنيسة صحيحة وبعضها الآخر غير صحيح، فبأي وسيلة يمكننا أن نميّز بين هذه العقائد وتلك؛ فإذا إخترنا، فإننا قد نختار غير الصحيحة! لذلك فالكنيسة التي تقول عن تعاليمها: “إن بعضها صحيح”، لن تكون قادرة على مساعدة الناس وإرشادهم في الطريق السليم. فهي بذلك تتركهم حيث كانوا بدونها.
إذاً، يجب أن نردد هذه الحقيقة حتى تخترق عقول الجميع: إنه لا يوجد إلا كنيسة حقيقية واحدة؛ لا تُناقض نفسها، وتحتوي على الحقيقة كلها؛ قادرة على معرفة الفرق بين ما هو حقيقي وما هو باطل. “إن الكون لا يعرف معيناً أقدر منكِ. فللعالم رسله، وأنبياؤه، وشهداؤه، ومعترّفيه، وعذراواته، ومساعدون جيدون وأنا أتضرع إليهم جميعاً. أما أنتِ يا سلطانتي، أسمى من جميع هؤلاء الشفعاء. فإن ما يقدرون عليه بكِ، أنتِ تقدرين عليه بدونهم. ولماذا؟ لأنك أم مخلصنا. فإن سَكتِّ أنتِ، توقف الجميع عن الصلاة، ولن يبادر أحد لمساعدتنا. أما إن صليت أنتِ، فيصلي الجميع، ويهبّ الجميع لمساعدتنا.”
(القديس أنسلموس: خطب كنسية .Oratio Eccl) ٩. التواصل مع الجماهير إن الحياة الرسولية هي محاولة إعطاء كل ثروات وكنوز الكنيسة إلى كل إنسان. وأساس هذا العمل هو اللمسة الشخصية والمثابرة من نفس دافئة تجاه نفس أخرى، وهو ما نطلق عليه مصطلح “التواصل”. فكلما ضعف هذا التواصل الشخصي، ضعف مفعوله وتأثيره. وعندما يتحوّل الناس إلى جمهور يميلون إلى الهرب من بين أيدينا. وقد نسمح نحن بأن يمنع الجمهور من وصولنا إلى الأشخاص. فهذه الجماهير مؤلفة من أفراد، كل منهم يمثّل نفساً لا تُقَدَر بثمن. وكل شخص من هذه الجماهير له حياته الخاصة ولكنه يقضي معظم وقته بين جماهير من فئة أو أخرى – في الشارع أو مجتمعين في مكان ما. وهنا علينا أن نُحوّل هذه الجماهير إلى أفراد لنتمكن من التواصل مع كل فرد منها. كيف يجب أن تتطلع العذراء القديسة إلى هذه الجماهير. هي الأم لكل نفس منهم بشخصها.لا شك أنها تتلوّع لإحتياجاتهم، وقلبها يبحث دائماً عن مَنْ يساعدها في عملها الأمومي نحوهم. لقد سبق وأظهرنا بالفعل قيمة المكتبة المتنقلة في الأماكن العامة، إلا أن عملاً رسولياً شاملاً نحو الجماهير يمكن القيام به بشكل منفصل. إن الإقتراب من الناس والطلب المهذب واللطيف بالتحدث معهم عن الإيمان، قد يؤدي إلى تواصل مثمر. إن هذا التقرّب قد يحدث في الشوارع؛ في الحدائق العامة، في بيوت عامة؛ عند محطة القطار أو موقف الحافلات، أو أي مكان عام حيث يتجمّع فيه الناس. لقد علمتنا الخبرة أن مثل هذا التقارب يَلقى دائماً الترحاب. ولذلك على أعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا العاملين في هذا المجال، أن يتذكروا أن كلامهم وأسلوبهم هما أدوات التواصل لديهم. لذلك يجب عليهم أن يكونوا متواضعين ومحترمين. وفي مناقشاتهم، عليهم تجنب أية كلمات تدل على أنهم يتعاركون مع الطرف الآخر، أو أنهم يكرزون على الطرف الآخر، أو أنهم يقللون من قيمة القانون، أو تدل على إظهار كبرياء أوتعالٍ ما. عليهم فقط أن يؤمنوا إيماناً راسخاً بأن مريم، سلطانة الرسل، ستعطي الكلمات الضعيفة التي ستخرج من أفواههم قوة، وأنها حريصة كل الحرص على أن تجعل عملهم الرسولي مثمراً. ١٠. الرسالة نحو عمال المنازل الكاثوليك يمكن أن يكون هذا العمل جزءاً من عمل الزيارات، أو عملاً قائماً بذاته. غالباً ما يتواجد هؤلاء العاملون في بيوت لامبالية أو معادية للإيمان، يُنظَر إليهم كمجرد آلات، منعزلين، هم في أغلب الأحيان من المهاجرين أو الوافدين المغتربين بلا أصدقاء، فتتقلص دائرة معارفهم إلى علاقات عابرة مليئة بإحتمالات وقوع كارثة، لذلك فإن عمال المنازل الكاثوليك بحاجة إلى عناية ومساعدة خاصة. والإتصال بهم يشكل رسالة ذات شأن.
إن زيارات اﻠﻠﭽيو ماريا المنتظمة لهم، والتي تهمها سعادتهم ستكون لهم شعاع من نور. وعلى العموم، فإن هدف هذه الزيارات هو إشراكهم في عضوية بعض الجماعات أو الأندية الكاثوليكية، وإيجاد بعض الصداقات المناسبة لهم، وربما، دخولهم في عضوية اﻠﻠﭽيو ماريا نفسها. إن هذا العمل سيساعدهم على إيجاد سبيل جديد وأكثر سعادة تقودهم إلى الأمان والقداسة. “يمكن أن يخيل إلينا لأول وهلة أن أم الله العظيمة، قد أحيطت بالعظمة والجلال في فترة ما، على الأقل، من حياتها على الأرض. ولكن ما أبعد هذا التخيل عن الحقيقة التي رتبتها عناية الله. فإننا نرى مريم في منزلها الفقير وهي تزاول واجباتها المنزلية، كتنظيف الأرضية، وغسل الثياب، وطهي الأطعمة، ونقل الماء من البئر في جرة على رأسها. وكانت تقضي أوقاتها في هذه الأنواع من الأعمال التي قد نعدها نحن أعمالاً حقيرة، رغم المثل الذي أعطتنا إياه مع يسوع ويوسف. ولا شك أن يديها قد أحمرتا وأصيبتا بالكلل، بسبب تلك الأعمال. وأن التعب قد أرهقها، وهمومها كانت مشابهة لهموم إمرأة رجل عامل.
(فسال- فيلبس Vassall-Phillips: أم المسيح) ١١. العمل لأجل الأشخاص الذين يؤدون الخدمة العسكرية والناس الرحالة إن ظروف حياة هؤلاء الناس تجرفهم إلى إهمال واجباتهم الدينية، وتعرضهم لأخطار عديدة. لذلك فإن الرسالة نحوهم أمر مرغوب فيه بشكل مضاعف.
إن إقتراب المدنيين من الثكنات العسكرية لا يكون سهلاً في الغالب، لذلك فإن العمل المثمر لأجل الجنود يتطلب إنشاء فرقة مريمية من الجنود أنفسهم. وقد تحقق ذلك في أماكن عديدة بعلامات نجاح واضحة.
أما العمل الرسولي مع البحارة، فيقتضي زيارتهم في بواخرهم، وتأمين كافة التسهيلات لهم على الشاطىء. فالفِرَق التي ستقوم بهذا العمل، يجب أن تنضم إلى مؤسسة دولية تُدعى Apostolatus Maris (الرسالة البحرية)، حيث مركز القيادة له فروع في معظم البلدان الملاحية.
على أعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا أن يظهروا إحتراماً شديد الدقة نحو النظام العسكري والبحري. ولا يجب أن تخالف أعمالهم الأنظمة والتقاليد. لا بل فى الحقيقة عليهم أن يطمحوا إلى أن يكتسبوا لرسالتهم القبول الغير متحفظ، الذى يسمو بالأفراد على جميع الأصعدة، وأن تمثل عوناً أكيداً للخدمات العسكرية، بل تكون أكثر من عون ـ ضرورة إيجابية.
أما الرحالة أو كثيرو الأسفار، كالغجر وأفراد السيرك، هم من ضمن أولئك الناس المتنقلة، وهم جديرون بدخول دائرة الرسالة المريمية. كما هو واجب أيضاً مع المهاجرين واللاجئين. “من خلال التغيرات الكبرى في العالم المعاصر أحدثت النزوحات ظاهرة جديدة. بحيث وفد غير المسيحيين إلى عدد كبير من البلدان ذات التقليد المسيحي العريق، وأحدثوا فيها ظروفاً جديدة للإتصال والتبادل الثقافي، داعين الكنيسة للإستقبال والحوار والحضور، وبكلمة واحدة، للأخوّة. وبين النازحين، يشغل اللاجئون مكاناً خاصاً جداً، ويستحقون أكبر الإهتمام. وهم يعدّون الآن بالملايين في العالم. وعددهم إلى تزايد هرباً من قهر سياسي وبؤس إنساني، من مجاعة وجفاف، إتخذت نسباً كارثية. على الكنيسة أن تشملهم برعايتها وإهتمامها الرسولي الكلى.” (الصلاحية الدائمة لرسالة الكنيسة التبشيرية، البابا الطوباوى يوحنا بولس الثاني، ١٩٩٠ -٣٧ب) ١٢. نشر الأدب الكاثوليكي إن حياة أناس بلا حصر كالقديس أوغسطينوس أسقف هيبّو والقديس إغناطيوس دى لويولا، توضح كيف أن قراءة كتب مؤثرة، رشحها لهم آخرون، من الذين لتقييمهم إحترام خاص، أثبتت أن هذه الكتب كانت أدوات داعمة لقيادة تلك النفوس إلى أمور أسمى. إن نشر الأدب الكاثوليكي يقدم فرصة كبيرة لعمل رسولي مع شرائح أوسع من الناس، والذين هم منفتحون بعض الشيء على التحدث عن أمور الإيمان المسيحي. إن إفتقاد البالغين للتعليم المسيحي المستمر في حياتهم، يجعلهم عرضة للضرر في عالم دنيوى. فالكنيسة تقدم لهم عالماً وهم يعيشون في عالم آخر. فصوت العالم الدنيوى أقوى من صوت الكنيسة. ولكن يجب تصحيح هذا الخلل. فالدعوة المسيحية هي للفوز على هذا العالم العلماني بالسيد المسيح. وهذا يتطلب أن نقتني الصفات والفضائل الصحيحة – تلك التى تخص المسيحية. دون الإستخفاف بوسائل الإعلام الأخرى، إن القراءة الجدّية، أي القراءة للتعلم، هي نبع أفكار غني وذو تأثير بالغ. إن القليل من القراءة المنتظمة تساعد أكثر بكثير من قراءات كثيرة متباعدة كلما شعرنا بالرغبة فى ذلك. فهناك مشكلة حقيقية في جعل الناس يقرأون الكتب الدينية. فهم بحاجة إلى عامل مهم يثير إهتمامهم وفضولهم، وألا يتبخر إهتمامهم متى كان موجوداً، فيجب التواجد المستمر والسهل للكتب الدينية. وهذا يكون بداية لرسالة كاثوليكية.
١٣. تشجيع حضور القداس اليومي
وإكرام القربان المقدس “إنه من المُحبّذ أن يشارك يومياً أكبر عدد من المؤمنين مشاركة فعّالة في ذبيحة القداس الإلهي، فيفيدون أنفسهم من نقاء وقداسة التجدد من القربان الأقدس، ويقدمون شكراً لائقاً على عطايا ونعم الرب يسوع المسيح العظيمة. وها هي الكلمات التي يجب أن يتذكروها دائماً: ‘إن يسوع المسيح والكنيسة يرغبان أن يتقدم المؤمنون بالمسيح كلهم إلى الوليمة المقدسة كل يوم. إن أساس هذه الرغبة هو الإتحاد مع الله من خلال السر وأخذ القوة منه لكبح الشهوات، ولغسل الخطايا العرضية التى تحدث يومياً، والأهم من ذلك لأخذ الحيطة اللازمة ضد الخطايا الأكثر جدية وخطورة والتي يتعرّض الإنسان إلى الزلل فيها.’ (أعمال الكرسي الرسولي - ٣٨ (١٩٠٥)، ٤٠١) لكن مطلوب المزيد. إن القانون الليتورجي يطلب بأن يحفظ القربان المقدس في الكنائس بإجلال كبير، وأن يوضع في أكثر المواقع تميّزاً. فلا تخفق الناس في القيام بزيارته من حين إلى آخر. هذه الزيارة تكون دليل عرفان بالجميل، وعربون محبة، والإلتزام بالتعبّد للرب يسوع المسيح الحاضر في السر المقدس.” (سر الإيمان - حول سر الإفخارستيا، البابا بولس السادس، ١٩٦٥ - ٦٦)
وقد لا يتم القيام بهذا كعمل فى حد ذاته إلا فى أضيق الحدود، بل بالحرى يحفظه كل فرد فى فكره ويواظب عليه بإجتهاد كجزء لا يتجزأ من كل نشاط ﻠﻠﭽيو ماريا. راجع الفصل ٨: عضو اﻠﻠﭽيو ماريا والإفخارستيا. “نرى كيف أن القربان المقدس، ذبيحة وسر، يجمع في ثروته الوافرة كل ما قدمه الصليب لله ومنحه للبشر. إنه في الوقت نفسه دم الجلجثة، والندى المحيي الآتي من السماء فى ذات الوقت: الدم الذي يصرخ مسترحماً، والذي ينعش النبتة الذابلة. هو الثمن الذي دُفع لأجلنا، والبركة التي أهديت لنا. هو الحياة وثمن الحياة. فلا معنى للصليب أو للعشاء السري أو للإثنين معاً، إذا لم يثبت القربان المقدس، وإذا لم يكن مشحوناً بآمال البشرية كلها. لهذا السبب يطلق على القداس إسم “سر الإيمان”؛ ليس لأن العقيدة المسيحية كلها ملخصة فيه فقط، أي عقيدة سقوطنا في آدم وخلاصنا في يسوع المسيح، بل أيضاً وخصوصاً، لأن المأساة، أو العمل البطولي الذي تم بموجبه رفع البشرية وتعويضها عن خسارتها السابقة، يواصل عمله لأجلنا من خلاله. وليس القربان المقدس إعادة لما جرى على الجلجثة بشكل رمزي محض، بل يجدد حقاً، بيننا، ما قد تمّمه السيد المسيح نفسه هناك.”
(دي لا تايل De la Taille: سر الإيمان)
١٤. توظيف الأعضاء المساعدين والإعتناء بهم إن كل فرقة تُقدّر مفاعيل قوة الصلاة، ستبذل كل جهدها لتضم إليها عدداً كبيراً من الأعضاء المساعدين. إن واجب كل عضو من اﻠﻠﭽيو ماريا، هو أن يربح للمنظمة أعضاء مساعدين، ويبقى على إتصال بهم.
تأملوا كرم هؤلاء المساعدين الذين أعطوا ﻠﻠﭽيو ماريا جزءاً ثميناً من أرواحهم. ما أسمى ما يمكن أن يبلغوا إليه من درجات القداسة! فاﻠﻠﭽيو ماريا مدينة لهم بدين كبير. ولكنها تستطيع أن تفي جزءاً من هذا الدين بإيصال هؤلاء المساعدين إلى الكمال. فالأعضاء العاملون والمساعدون هم أبناؤها على حد سواء. فالعاملون هم الأبناء الكبار، وأم اﻠﻠﭽيو ماريا، كما في كل عائلة، تعتمد عليهم في مساعدتها في أمور الأبناء الصغار. فهي لن تراقب هذه المساعدة فقط، بل تجعلها فعّالة، حتى أن العناية التي يبذلها الأعضاء العاملون للأعضاء المساعدين، تأتي بأمور رائعة لكليهما. ففي نفوس المساعدين يُرفع عالياً بناء القداسة، أما العاملون فيستحقون مكافأة البنائين.
إن هذا العمل من أجل المساعدين مليء بالإمكانيات والإحتمالات، لذلك يجب أن يُعهد به إلى الأعضاء الذين يتمتعون بروح عالية في الفرقة، والذين سيواصلون عملهم هذا بروح الأبناء الكبار. “يظهر لي أن سيدنا يسوع المسيح يرغب، في هذه الأيام التي تكثر فيها الخطايا الفظيعة، والبغض لله، أن يجمع حوله جنوداً من النفوس المختارة التى ستكون مكرسة له ولمشيئته، قلباً وروحاً؛ والتي يمكنه الإتكال عليها دائماً للمساعدة والتعزية؛ نفوساً لا تسأل ‘كم يجب عليَّ أن أعمل؟’ بل ‘كم يمكن أن أعمل حباً له؟’ جيوشاً من النفوس التي تعطي بلا حساب، وألمها الوحيد هو عدم مقدرتها على عمل المزيد أو إعطاء المزيد، أو التألم أكثر لأجله، هو الذي بذل الكثير لأجلها: وبكلمات أخرى، إنه يريد نفوساً لا كباقي النفوس، قد تعتبر نفوساً حمقاء في نظر العالم؛ لأن شعارها التضحية لا الرفاهية.” (الأب وليم دويل William Doyle: حياته مكتوبة من المونسنيور ألفرد أورايلي Alfred O’Rahilly)
“وهكذا هذه الكتيبة من النفوس الصغيرة، ضحايا الحب الرحيم، ستصبح كثيرة بعدد ‘نجوم السماء ورمال الشاطئ.’ وستصبح رهيبة على الشيطان؛ فتساعد العذراء المباركة على سحق رأسه المتكبر سحقاً كاملاً.”
(القديسة تريزيا الطفل يسوع)
تضرعي لأجلنا يا والدة الله القديسة ... لكي نستحق مواعيد المسيح