الفصل السادس والثلاثون
فِرَق بحاجة إلى تنويه خاص ١. فِرَق الأشبال ١. يمكن تأسيس فِرَق مريمية لمَنْ هم أقل من الثامنة عشرة من عمرهم بموافقة المجلس المحلي، وبشروط خاصة يُعتقَد أنها ضرورية. راجع الفقرة ٢٢ من الفصل ١٤ ٢. إن ممارسة أعمال اﻠﻠﭽيو ماريا هي الوسيلة الوحيدة للتعرّف على المنظمة. وقد تُلقَى محاضرات على الشبان لحثهم على الشروع في العمل الرسولي عندما يخرجون إلى العالم، لكن هذه المحاضرات مهما كانت ممتازة، فلن تكون سوى عظام جافة إذا ما قورنت بالجسم الحي للعمل الفعلي. ثم إن النيّة أو الرغبة في مزاولة الرسالة لا تكون ذات قيمة إن لم يرافقها التدريب الواقعي والعملي. لأن عديم الخبرة سرعان ما تتغلب عليه الرهبة، وإذا أراد في بداية الطريق أن يعتمد على أساليبه الشخصية، فالنهاية الحتمية ستكون وقوعه في إرتباك شديد ٣. من الشروط الأساسية في هذه الفِرَق أن يكون الرئيس على الأقل من البالغين. ومن المرغوب فيه أن يكون ضابط ثانى أيضاً من البالغين، ليقوم مقام الرئيس في غيابه، ومن أجل إحتمالات التوسع. إن بقي هؤلاء الأعضاء الكبار في فرقة البالغين، فإن عملهم كضباط في فرقة الأشبال يُعتبَر عملاً رسولياً كافياً بالنسبة للواجب الإسبوعى. ولكن إذا كانوا أعضاء في فرقة الأشبال فقط، فيجب عليهم القيام بعمل جوهري يناسب قدراتهم كبالغين. ويجب أن يكون هؤلاء الضباط، على قدر الإمكان، من ذوي الخبرة بين أعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا، مدركين تماماً لنظامها، وقادرين على توجيه الشبيبة إلى الهدف الذي تنتظره المنظمة من إنشاء هذه الفِرَق. هذا الهدف لا يعني أن يقوم الأعضاء بقدر من الأعمال الجيدة، بل هو تدريبهم وتنميتهم روحياً، وإعدادهم للإنضمام إلى الصفوف الإعتيادية ﻠﻠﭽيو ماريا، متى تنتهي الأيام المدرسية، أي متى يصبحون من البالغين ٤. بما أن عدداً كبيراً من شبيبة اﻠﻠﭽيو ماريا لن يستطيعوا أن يستوعبوا محتويات هذا الدليل من خلال قراءتهم الشخصية له فمن الواضح أنه سيكون لكلمة الإرشاد (Allocutio) أهمية مضاعفة في نظام الفرقة. لذلك فعلى المرشد الروحي في فِرَق الأشبال (أو رئيس الفرقة في غيابه) أن يتخذ الدليل كأساس لمواضيع كلمته. يجب قراءة كلمة صغيرة من هذا الكتاب، ويشرحه بطريقة مبسّطة ومفصّلة، بحيث يتأكد من أن جميع الأعضاء قد فهموا شرحه تماماً. وهكذا يمكن تناول دراسة هذا الدليل إسبوعاً بعد إسبوع، من أوله إلى آخره، ثم تعاد دراسته من جديد. والواقع أن مدة التدريب في فِرَق الأشبال تنتهي قبل أن تُعاد دراسة الدليل للمرة الثانية لهؤلاء الأشخاص. لذلك فإن أي كلمة إرشاد دون المستوى ستكون فرصة ضائعة لا تُعوَّض ٥. إذا تمت دراسة الدليل بطريقة منتظمة وِفقاً لما هو موضّح في الملحق ١٠، دراسة في الإيمان، فإن ذلك سيُؤمّن الأسلوب الدراسى الأكثر فائدة، من غير أن يُخيل للشبيبة أنه درس أو واجب مدرسي. وسيكون ذلك تدريباً مفيداً جداً لهؤلاء الأعضاء الذين سيكونون أعمدة المستقبل لفِرَق البالغين ٦. بما أن الأعمال التي تختارها فِرَق البالغين قد لا تصلح لفِرَق الأشبال، فالإبداع يكمن في تكليف كل عضو إسبوعياً بعمل جوهرى نشيط يتناسب مع قدراته العملية. على الرغم أن أشبالاً كثيرين يقدرون أن يقوموا بأعمال تصلح لأن تكون أعمالاً للبالغين، ففي الواقع لا يمكن إعطاء الشباب الذين تجاوزوا السادسة عشر من عمرهم، أي عمل لن يتقبله أعضاء البالغين. ويجب أن تتنوع الأعمال في الفرقة. فالأعمال المختلفة تُعَلِم وتُثَقِف بطرق مختلفة أيضاً. ولكن بما أنه يصعب على كل عضو أن يقوم بجميع الأعمال، فإن ثانى أحسن الوسائل لضمان التمرين والتدريب الكامل، هى مراقبة آداء كل الأعمال أثناء قيام الآخرون بها. وبذلك تزداد إجتماعات الفرقة لذة ومنفعة ٧. يمكن أن يقوم عضو فِرَق الشبيبة بساعة واحدة على الأقل من العمل الإسبوعى. وهذا الحد هو نصف الحد الأدنى المفروض على الأعضاء البالغين ٨. أمثلة لبعض الأعمال التي يمكن أن يقوم بها الأشبال (أ.( توزيع الأيقونة العجائبية بحسب المخطط التالي. في كل إجتماع يُعطى كل عضو أيقونة أو إثنتين (عدداً محدداً). فيحرص عليها بين يديه كحصته من الذخيرة الحربية، فيستخدمها كجندي حقيقي لمريم بما يحقق أعظم إستفادة. فيعطيها، إن أمكن، لغير الكاثوليك أو لكاثوليك متهاونين في واجباتهم الدينية. إن هذه الفكرة تثير الحماسة عند الشباب وتدفعهم إلى التضحية. فلذلك يجب تعليمهم كيفية الإستفادة من فتح باب المناقشة مع الآخرين، وأسلوب المحادثة والحوار
(ب.( إكتساب أعضاء مساعدين. ويتطلب هذا العمل من الأشبال أن يُعلِموا هؤلاء الأعضاء الجدد كيف تُتلى صلوات المنظمة المريمية، إضافة إلى الزيارات الدورية للتأكد من ثباتهم وإخلاصهم.
(ج.( السعي لإكتساب شخص واحد في كل إسبوع للقيام بحضور القداس اليومي، أو ممارسة تقوية معينة، أو الإنضمام إلى جمعية خيرية، كجماعة الصلاة الرسولية، أو جمعية كاثوليكية
(د.( إصطحاب الأطفال الصغار إلى القداس الإلهي والأسرار
(ﻫ.( القيام بخدمة القداس
(و.( إلقاء دروس التعليم المسيحي وتكليف آخرين لإعطاء حصص التعليم المسيحي.
(ز.( زيارة الأطفال في المستشفيات، أو في مؤسسات أخرى أو حتى في منازلهم
(ح.( زيارة العجزة أو العميان وتقديم كل أنواع المساعدات والخدمات المختلفة لهم ٩. إن المنظمة تنصح وبشدّة على أن كل فرقة أشبال، عليها أن توفد إثنين على الأقل من أعضائها للقيام بكل من الأعمال الثلاثة الأخيرة (و، ز، ح)فإن قاموا بهذه الأعمال كما ينبغي فهي تُعتَبرَ تدريباً عظيماً لأشبال اﻠﻠﭽيو ماريا، فضلاً عن أنها ترفع من مستوى سائر أعمال الفرقة ١٠. من الجائز أن يقوم عضو الأشبال بعمله بمرافقة عضو آخر من البالغين ١١. وفي حالة الفِرَق الداخلية يُفضل أن يُكلف أعضاؤها بأعمال نشيطة منتظمة خارجية. وقد يعترض بعض المسؤولين المدركين لمسؤوليتهم بحجة الخوف من سوء تصرف الأعضاء فى هذا الإمتياز وربما يتوهمون أخطاراً أخرى. فالرد على هذه المخاوف يكون كالتالي: (أ) لو كان هؤلاء الأعضاء في فرقة أشبال خارجية لكُلِِفوا بالأعمال نفسها. (ب) ولا يمكن تحضير الشبيبة للمستقبل إلا من خلال التدريب على الرسالة. فإن لم يتصرفوا بحرية الآن، فلن يكون هناك أي تدريب خلال زمن حريتهم الغير مقيدة. فالعمل الخارجي إذا تم تحت رعاية مزدوجة، من الكلية والمنظمة، يمكن أن يصير إعداد مثالى لهؤلاء الأشبال ١٢. من أجل أن يتم تأسيس فرقة للأشبال في مدرسة داخلية، حيث يعود طلابها إلى بيوتهم أثناء العطلات والإجازات، ويصير من المستحيل عقد الإجتماعات خلال تلك الفترات. خلال ذلك الوقت يمكن للأعضاء العمل في الفِرَق الموجودة في مدنهم ١٣. يجب أن يدرك جيداً أعضاء الأشبال، أن قداستهم الشخصية ليست فقط هدف اﻠﻠﭽيو ماريا الرئيسي، بل أيضاً المحرك الرئيسي والدافع الأول للعمل. من هنا، يجب تشجيع الأعضاء على الصلاة والقيام بتضحيات روحية لأجل نيّات الفرقة. إلا أنه لا يجوز تكليفهم بهذه التدريبات، أو سؤالهم عنها في الإجتماعات. فمن الضروري التشديد بشكل خاص على أن التدريبات الروحية لا يمكن أن تحل محل الأعمال الرسولية النشيطة. فإذا قام الأعضاء بها، يجب أن يكون ذلك إضافة لأعمالهم الإسبوعية ١٤. يجب أن يعتني الأعضاء بإعداد تقاريرهم إعتناءً خاصاً، وعلى الضباط أن يُعلمّوهم جيداً كيف يقدمون هذه التقارير خلال إجتماعات الفرقة. وبوجه عام لن توفر طبيعة عملهم مادة لتقارير شيقة ومفصلة. فلا بد إذاً من جهد إضافي، يقوم به الضباط، لجعل الإجتماعات أكثر جاذبية وتنوعاً ١٥. إحساس الأشبال بأنهم يؤلفون مع البالغين جسماً واحداً، يجاهدون معاً لأجل الرب في الصعوبات وغالباً في ظروف خطيرة، وبين يديهم الكثير من المشاريع، سينعش أعمالهم ونشاطهم، وسيجذب عقول ومخيلة هؤلاء اﻠﻠﭽيو ماريا الصغار (عملية يضمنها كل ما في نظام اﻠﻠﭽيو ماريا). هذا سيحميهم وسيحمي كل مَنْ هم حولهم، من خطر النظر إلى الديانة كأنها طقوس رتيبة تُفرَض عليهم. فلو تأصلت فيهم هذه الفكرة السيئة عن الديانة في سن تُطبَع فيه التأثيرات طبعاً بليغاً، لصعب بعد ذلك محو هذا التأثير السيئ ١٦. لا تنطبق قوانين فترة الإختبار على أعضاء فِرَق الأشبال، ولا يقومون بأداء وعد المنظمة؛ ولا يشتركون في إجتماعات المجالس المحلية للبالغين. أما الصلوات والقوانين ونظام الإجتماعات، بما في ذلك اللمة السرية فإنها تنطبق على فِرَق الأشبال مثل فِرَق البالغين تماماً
ومتى إنتقل أحد الأعضاء الصغار إلى فرقة البالغين، عندها وجب عليه أن يقضي في هذه الفرقة فترة الإختبار القانونية ١٧. إن عضو اﻠﻠﭽيو ماريا البالغ الذي يخدم في فرقة الأشبال ولم يبرز وعده المريمي فى فرقة البالغين، عليه أن يبرزه في فرقة الأشبال. فإن حفلة الوعد يكون لها تأثير في نفوس الأشبال، وتجعلهم يتوقون إلى اليوم الذي يبرزون فيه هم أنفسهم وعدهم المريمي، ويصبحون أعضاء عاملين في المنظمة ١٨. كثيراً ما يقترح بعضهم تعديل الصلوات، لتسهيل العضوية على الأطفال. هذا الإقتراح غير مقبول، والسبب واضح إذا قرأنا هذا الفصل، الذي يشرح كيف أن عضوية الأشبال يجب أن تكون إقتراب من عضوية البالغين. فكلمة “شبل” لا تعني “شيئاً تافهاً”. فالمُثل العليا للعمل والتقوى يجب أن توضع نصب أعين الأعضاء الأشبال، الذين يتوقع منهم، بوجه عام، أن يقوموا بدور القادة بين أصدقائهم. فمن الظاهر أنه لا يمكن لأى شبل الوصول إلى هذه المُثل العليا، بعد فترة من التدريب، وهو غير قادر على تلاوة صلاة اﻠﻠﭽيو ماريا كاملة بشكل صحيح ١٩. كما أن هناك إقتراحاً مماثلاً أن يستعمل الأشبال دليلاً مبسطاً ومختصراً. ولقد ناقشنا هذا الموضوع في القسم ١٠ من الفصل ٣٣، واجبات أعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا الأساسية ٢٠. على الأبوين والأهل والأشخاص المسؤولين كلهم التعاون الكامل مع برنامج اﻠﻠﭽيو ماريا، لأن على هذه البرامج تُبنى أشياء كثيرة. فإن هؤلاء الصغار قد وُجِدوا ليكونوا ما وصفه القديس لويس ماري دي مونفور بقوله: “جيش من جنودٍ أقوياء ليسوع ومريم مستعدين لمحاربة العالم، والشيطان، والطبيعة الفاسدة في الأزمنة الحرجة المزمعة أن تأتي.” إن منظمة اﻠﻠﭽيو ماريا بسيطة في أفكارها وتكوينها، كبساطة البكرة أو الرافعة أو أي أداة تستخدم في مضاعفة القوة، فهي قادرة على جعل الدائرة الكاملة للتعاليم الكاثوليكية شديدة الوضوح، وتجعل منها قوة دافعة جبارة تُحَقِق أعظم الأعمال الملقاة على عاتق المسيحيين. ولهذه القوة أيضاً إستعمال مباشر عظيم الفائدة. فهي تملأ ساعات المدرسة، وساعات اللعب، وساعات البيت، وسائر الأوقات الأخرى، بمثال القداسة العملية. وهذا يعطي الشباب نظرة جديدة للأمور، وتفتح أمامهم آفاقاً جديدة، وينظرون نظرة جديدة إلى:
(أ.( الكنيسة، فيدركون أنهم جنودها، وأن لهم مكانهم الخاص في الحرب التي تخوضها، وأنهم مسؤولون عن إنتشارها في العالم (ب.( المهام والمشاغل اليومية. كما أن خيطاً رفيعاً من النور يكفي لإنارة حجرة، كذلك عمل اﻠﻠﭽيو ماريا البسيط، يعطي عمل الإسبوع بكامله معنى جديداً. وما يتعلمه الأعضاء ويمارسونه في إجتماعات الفرقة، يواصلون تحقيقه في حياتهم العادية (ج.( القريب، فيتعلم الشباب أن يروه ويخدموا فيه السيد المسيح (د.( البيت، فيتعلمون أن يحيطوه بجو بيت الناصرة
(ﻫ.( المساعدة في البيت (أو في المدرسة، إن كانت الفرقة داخلية) بروح المنظمة المريمية، أي بروح مريم في بيت الناصرة؛ فيبحث عضو اﻠﻠﭽيو ماريا عن العمل بدل أن يتهرب منه؛ ويختار منها الأعمال الأقل جمالاً ومتعة، ويضع كل ما في قلبه من عاطفة في إنجاز أصغر الأمور؛ فيكون الوداعة والرقة بعينها؛ ويعمل دائماً لأجل الرب يسوع محافظاً على الإحساس بحضوره الدائم معه (و) المدرسة، فيكون الصغار قد تشربوا إلى حد ما مثال اﻠﻠﭽيو ماريا، فينظرون إلى مدرستهم ومعلميهم وكتبهم ونظامهم ودروسهم نظرة جديدة تحت ضوء مختلف. فيجنون من سنوات دراستهم ثماراً لا يعرف الآخرون مذاقها. لذلك وإن أخذ عمل اﻠﻠﭽيو ماريا من أوقات الدرس (وهو الإعتراض السائد لدى الجميع) فالنتائج الأخيرة هي ربح لا يُقَدّر بثمن (ز) الواجب والنظام. أمران مهمّان جداً، يكرههما الشباب لأنهم يسيئون فهمهما، ولكن لو إرتبطا بكلمتي “مريم” و“اﻠﻠﭽيو ماريا”، فسوف يدركون معناهما إدراكاً صحيحاً ويصيرا رائعين (ح.( الصلاة، فسوف يدرك الشبان أنها ليست إلزاماً تفرضه العادة بل مصدر قوة، وسند في أعمالهم، وأنها مساهمة ثمينة يضيفونها إلى كنز اﻠﻠﭽيو ماريا وبالتالي إلى كنز الكنيسة جمعاء ٢١. لا نُغالي إن أكدنا أن الفرقة، التي تسير كما ينبغي بحسب الإرشادات المذكورة في هذا الفصل، تُشَكِل واحدة من أعظم الوسائل الممكنة التى يمكن إستخدامها لتربية الشباب والتأثير فيهم. فإنها تُنمّي فيهم كل الصفات التي تُمَيّز الخلق المسيحي، وتساعد أيضاً على تشكيل شبان قديسين جديرين بكل ثقة، يفرح بهم آباؤهم ومعلموهم ويكونون دعماً قويا للكنيسة ٢٢. هذا النظام كله، وتلك الآمال كلها قد تُمنى بالخيبة، إذا كانت فرقة الأشبال لا تعطي أعضاءها عملاً مناسباً، أو تهمل نظام اﻠﻠﭽيو ماريا. حينئذ تكون الفرقة قالباً مشوهاً، تترك لأعضائها وغيرهم المجال لإساءة الحكم على المنظمة. فمن الأفضل على المنظمة أن توقف نشاطها “علينا أن لا ننظر إلى الشباب نظرنا إلى موضوع إهتمام الكنيسة الرعوي فحسب، بل يجب أن نشجعهم أيضاً، “ليصيروا عناصر فاعلة فى التبشير بالإنجيل، ومشاركين في تجديد المجتمع.” إن زمن الشباب هو زمن إكتشاف مكثّف “للذات” و”إختيار لحياة”. إنه زمن للنمو، فيه يجب أن يتقدم فى “الحِكمَةِ والقامَةِ والحُظْوَةِ عِندَ اللهِ والنَّاس”. (لو ٢: ٥٢)” (دعوة ورسالة العلمانيين في الكنيسة والعالم، البابا الطوباوى يوحنا بولس الثاني، ١٩٨٨ - ٤٦ ٢. فِرَق المدارس الإكليريكية “من المهم بشكل خاص تحضير كهنة المستقبل للتعاون مع العلمانيين. إن المجمع يقول: ‘عليهم أن يبغوا الإصغاء للعلمانيين، ويعطوا رغباتهم إهتماماً أخوياً، ويعترفوا بقدراتهم وبخبراتهم في مجالات العمل الإنساني المختلفة...’ أما السينودُس الأخير فلقد حث العلمانيين بشدة على العمل الرسولي: ‘على طالب الكهنوت أن يصبح قادراً على أن يقترح ويقدّم العلمانيين المؤمنين، وخصوصاً الشباب منهم، إلى الدعوات الكنسية المختلفة... والأهم من ذلك كله، أن يكون قادراً على أن يُعلّم ويدعم العلمانيين في دعوتهم ليكونوا متواجدين في العالم، فيغيّرونه بنور الإنجيل، وأخيراً بأن يفهم عملهم هذا ويظهر إحترامه لهم
(تنشئة الكهنة في ظروف الأيام الحالية، البابا الطوباوى يوحنا بولس الثاني، ١٩٩٢ - ٥٩)
من المؤكد أن معرفة عميقة بمنظمة فاعلة ومنتشرة كالمنظمة المريمية، هو قيمة ثمينة لكهنة ورهبان المستقبل. فلا يمكن للمعرفة النظرية بها أن تحل محل المعرفة العملية التي ينالها مَنْ ينضم إلى عضوية المنظمة. ومن هنا نستنتج أهمية إنشاء فِرَق اﻠﻠﭽيو ماريا في المدارس الإكليريكية وأديرة الإبتداء. فإن كان من الصعب تأسيس فرقة داخلية، فمن السهل على طلاب الكهنوت أو المبتدئين أن يستفيدوا من عضويتهم في فرقة خارجية. فأعضاء الفِرَق الداخلية أو الخارجية، سيتعرّفون على المنظمة معرفة عميقة نظرياً وعمليّاً، ويمنحون ما يمكن وصفه بفلسفة العمل الرسولي الكاملة. ومتى إنتقل هؤلاء الإكليريكيون، فيما بعد، إلى رعاياهم أو إلى مراكز رسالتهم، تكون لهم رؤية واضحة كيف يمكن لفِرَق المنظمة أو لأية فِرَق أخرى أن تقدم عملها الرسولي بالشكل الصحيح في حالة الفِرَق الداخلية، يجب مراعاة ما يلي (أ.(من المهم أن يُحَدَد وقت كافٍ للإجتماعات الإسبوعية. فمن الصعب أن تتم إدارة إجتماع في أقل من ساعة، وتُبذَل كل الجهود لتخصص لهذه الإجتماعات وقتاً أطول. أما نظام الإجتماع فيجب إتباعه بدقة كما هو موصوف في هذا الكتاب (ب.( إعتبار مهم جداً، وهو توزيع عمل نشيط لكل عضو. فبدون عمل جوهري، لا وجود للفرقة. وبما أن الأوقات الحرة محدودة، يصعب عندها إيجاد عمل لكل عضو يلائم حياته الإكليريكية، وبما أن دراسة هذا الكتاب يجب أن تُعطى أهمية خاصة، فلا بد أن تُخَصَص ساعة في الإسبوع على الأقل للقيام بالعمل الفعلي. أما التعويض عن نقص التنوع في العمل، فيكون بالغنى الروحي. لذلك يجب إتمام العمل بإتقان تام، وبالتأكيد على ضرورة الإتحاد مع مريم
إن حياة المدرسة الإكليريكية ونظامها، يحددان طبيعة إختيار الأعمال. وفيما يلي إقتراحات ببعض الأعمال: زيارة المنازل، والمستشفيات، ومؤسسات أخرى، إرشاد المهتدين، التعليم المسيحي، تحضير الأطفال والكبار للأسرار. من المهم جداً أن أي عمل يودّون عمله يدخل ضمن برنامج التدريب الرعوي الموضوع من قِبَل الرؤساء (ج.( يجب ألا تكون التقارير المقدمة للفرقة ذات نمط ورتابة واحدة. بل يجب السعي الجدّي لجعلها حيّة ومعبّرة ومثيرة للإهتمام. فإذا نجح العضو في هذا المجال، يصبح متمكناً فى فن كتابة التقارير، ومؤهلاً لأن يعلم ذلك إلى الآخرين الذين قد يكونون قادة في المستقبل (د.( لا يجوز أن يُطلَب من أعضاء الفِرَق المريمية في المدارس الإكليريكية أعمال مراقبة الآخرين، أو تنظيم سلوكهم، لأن هذه الأعمال تجعل هؤلاء الأعضاء، وبالتالي المنظمة ذاتها، غير مرغوب بوجودهم بين زملائهم. (ھ.( يجب أن يكون الإنضمام للفرقة بطواعية تامة. فإن كان هناك أي مظاهر الإكراه، أو حتى الهروب من رتابة المدرسة، فذلك قد ينتج عنه ضرر كبير. فمن أجل التأكيد على ميّزة الحرية المطلقة في الإنضمام للفرقة المريمية، من المُحَبَذ أن تُعقَد الإجتماعات الإسبوعية في أوقات الفراغ (و) تتم إجتماعات الفرقة، وأعمالها أيضاً، بحيث لا تتداخل بأدنى شكل بمواعيد ونظام البيت. ومن جهة أخرى، لا يمكن إحداث أي تغير في نظام وقوانين العضوية العاملة الخاصة بالمنظمة، لأن ذلك قد يؤدي إلى فشل الهدف المنشود. في الواقع إن الأمانة التامة على صيانة أنظمة وقوانين المنظمة، تزيد من سمو موقفهم تجاه دعوتهم ودروسهم والنظام السائد في مدرستهم
تضرعي لأجلنا يا والدة الله القديسة ... لكي نستحق مواعيد المسيح