الفصل السادس عشر
درجات إضافية للعضوية بالإضافة إلى العضوية العاملة العادية، تعترف اﻠﻠﭽيو ماريا بدرجتين أخريين للعضوية ١. النُخبة (البريطوريون الرتبة البريطورية*، هي درجة عليا من العضوية العاملة، وتضم أولئك الذين يضيفون إلى واجباتهم العادية التي تمليها عليهم عضويتهم ما يلي: (١) تلاوة يومية لكل الصلوات الموجودة في وثيقة إنتساب اﻠﻠﭽيو ماريا؛ (٢) القداس اليومي والتناول المقدس اليومي. ولا يجب على أيٍ مَن كان أن يمتنع من أن يأخذ على عاتقه درجة النخبة (البريطورية)، خوفاً من أنه لن ينجح في حضور القداس والتناول اليومي. فلا يمكن لأحد قط أن يضمن لنفسه مثل هذه الدقة والمواظبة غير المنقطعة. فيمكن لكل مَن لا يتخلف في الوضع العادي عن حضور القداس والتناول اليومي، أكثر من مرّة أو مرّتين في الإسبوع، أن يتقدّم ويسجل بثقة نفسه كبريطوري؛ (٣) التلاوة اليومية لفرض تُقره الكنيسة، خاصة صلاة الساعات أو جزء أساسي منها، مثلاً صلاة الصباح والمساء. إن كتيباً للصلوات يحتوي على هذه الساعات وصلوات الليل قد أُجيز إستعماله من وقت لآخر، يأتي إقتراح بأن يحل التأمل مكان تلاوة الفرض أو أن يكون بديلاً له. لكن هذا الإقتراح لا يتناسب والفكرة الأساسية للعضوية البريطورية، والتي تكمن في إتحاد عضو اﻠﻠﭽيو ماريا بالأعمال الرسمية العظمى للجسد السري. إن العمل الجوهرى ﻠﻠﭽيو ماريا هو مشاركة فى العمل الرسولى الرسمى للكنيسة. ولما كانت الدرجة البريطورية تهدف إلى دمج العضو أكثر فأكثر في حياة الشَّركة بالكنيسة، لا بد من فرض القداس الإلهي والتناول المقدس وهما الإحتفالان المحوريان للكنيسة، اللذان يتجدد بهما كل يوم أسمى الأفعال المسيحية ويأتي بعدهما في الليتورجيا، تلاوة الفرض وهو إبتهال الكنيسة الجماعي، الذي فيه يصلي المسيح. ففي أي فرض، يقوم على صلاة المزامير، نحن نتلو الصلوات التي أوحى بها الروح القدس، وبذلك نشترك في الصوت الجماعي الذي يصغي إليه الآب حتماً. لذلك، كانت تلاوة الفرض وليس التأمل، شرطاً للعضوية البريطورية قال رئيس الأساقفة لين لأعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا لديه: “بقدر ما تنمو النعمة فينا، يجب أن تلبس محبتنا أزياء جديدة”. إن تلاوة صلاة الساعات بأكملها، لمن يستطيع ذلك، تمثل أصدق تعبير لهذا التنامى فى المحبة ينبغي التذكير بالنقاط التالية (أ. (إن البريطورية هي درجة في العضوية وليست وحدة منفصلة في المنظمة. لذلك، لا تنشأ فِرَق (بريسيديا) منفصلة للبريطوريين
(ب.(لا يجب النظر إلى درجة البريطورية على أنها أكثر من مجرد عقد خاص بعضو اﻠﻠﭽيو ماريا بشخصه
(ج. يحظر اللجوء إلى أية وسيلة من وسائل الإكراه الأدبي، مهما كانت صغيرة، للحصول على البريطوريين. لذلك، وإن كان جائزاً وواجباً تشجيع أعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا على نيل هذه الدرجة، إلا أنه يُمنع تحديد أسماء أو ذكرها علناً
(د. ( تُفعّل العضوية بإدراج الإسم في سجل خاص
(ﻫ.( على المرشدين الروحيين والرؤساء أن يبذلوا قصارى جهدهم لزيادة عدد الأعضاء البريطوريين في فرقهم، ومع ذلك، عليهم أيضاً المحافظة على التواصل مع الأعضاء الحاليين، فلا يكلّ هؤلاء عمّا يقومون به من مهام نبيلة وشجاعة. عندما يرغب المرشد الروحي بأن يضم إسمه إلى سجل الأعضاء البريطوريين، فإنه يزيد عضويته كمالاً، ويوثق روابطه بفرقته. كذلك، فإنه سيؤثر بلا شك بشكل إيجابي على نمو العضوية البريطورية للفرقة.
تنتظر اﻠﻠﭽيو ماريا الكثير من درجة البريطورية. فهي ستقود عدداً كبيراً من الأعضاء إلى حياة أكثر إتحاداً مع الله من خلال الصلاة. وهذا يعني إتحاد قلب نابض بالصلاة في نظام اﻠﻠﭽيو ماريا، فيه يتجه أعضاء أكثر فأكثر لبذل ذواتهم. وهذا بالطبع سيؤثر على حياة اﻠﻠﭽيو ماريا الروحية كلها، ويجعل المنظمة تنمو في روح الإتكال على الصلاة في كل أعمالها. وفي واقع الأمر فإن هذا سيزيد اﻠﻠﭽيو ماريا يقيناً بأن غايتها الرئيسية والحقيقية إنما هي في تنمية الحياة الروحية لدى أعضائها. “يجب عليكم أن تنموا، وأنا أعلم ذلك، فهذا هو المُقدر لكم، وهذا ما يقتضيه الإسم الكاثوليكي، وهذا هو الإمتياز للإرث الرسولي. إلا أن الإنتشار المادي الذي لا ترافقه مظاهر أخلاقية، يكاد يكون أمراً مخيفاً لمن يتصوّره.”
(الكاردينال الطوباوى نيومن: وضع الكاثوليك الحالي) ٢. العضويّة المساعدة إن هذه العضوية تفتح أبوابها للكهنة، والرهبان والراهبات، والعلمانيين على حد سواء. وتشمل الذين لا يستطيعون أو لا يرغبون أخذ واجبات العضوية العاملة، ولكنهم يضمون أنفسهم ﻠﻠﭽيو ماريا من خلال خدمة الصلاة التي يقدّمونها بإسمها. تُقسَم العضوية المساعدة إلى درجتين فرعيتين:
(أ.( الإبتدائية، ويُلَقَب أعضاؤها بالمساعدين
(ب) العليا، ويُلَقَب أعضاؤها بشكل خاص بالأعضاء المعاونين (Adjutores)
وفي حال العضوية المساعدة لا يوجد عمر محدّد ليس من الضروري أن تُقَدّم هذه الخدمة مباشرة لأجل اﻠﻠﭽيو ماريا. ويكفي أن تُقَدّم إكراماً لسيدتنا العذراء القديسة. ومن المعقول ألا تتقبل اﻠﻠﭽيو ماريا شيئاً من هذه العضوية، وهي لا ترغب في قبول أي شيء يمكن أن يعود بخير ومنفعة أكثر في مكان آخر. ولكن حيث أن هذه الخدمة هي خدمة في اﻠﻠﭽيو ماريا، فمن المحتمل أن تستأثر بإنحناءة سلطانة اﻠﻠﭽيو ماريا لتأخذ بعين الإعتبار إحتياجات المنظمة
ويجدر التوصية بشدّة بأن تُقَدّم هذه الخدمة، وجميع الخدمات التي يقوم بها أعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا، إلى سيدتنا مريم العذراء، هبة كاملة توجه وفقاً لنيّاتها هي. وهذا الفعل سيرفعها إلى مستوى أعلى من السخاء وبذلك تزيد من قيمتها. إن هذه الغاية تبقى حاضرة من خلال التلاوة اليومية لإحدى صيغ التقدمة، مثلاً “يا مريم، البريئة من الخطيئة، ووسيطة جميع النعم، أضع تحت تصرفك ما أستطيع أن أقدّمه من صلواتي، وأعمالي، وآلامي إن العضوية المساعدة بنوعيها هى بمثابة جناحى عصفورﻠﻠﭽيو ماريا، فبواسطة هذين الجناحين المنبسطين بإتساع بفضل إمتلاكها العديد من الأعضاء المساعدين، واللذين يخفقان بقوة بشكل إيقاعى بفعل محرك صلواتهم الأمينة، تحلق اﻠﻠﭽيو ماريا إلى ذروة الكمال والجهد الفائق الطبيعة. فتطير بسرعة حيثما تشاء، ولا تقوى الجبال نفسها على وقف تحليقها. أما إذا إنكسر هذان الجناحان، فإن اﻠﻠﭽيو ماريا ستزحف ببطء وعناء على الأرض، وقد يوقفها أقل عائق
الدرجة الأولى: المساعدون درجة المساعدين، هي الجناح الأيسر لجيش الصلاة في اﻠﻠﭽيو ماريا. وتشتمل خدمتها على التلاوة اليومية للصلوات الموجودة في وثيقة الإنتساب، وهي: الإبتهال والصلاة إلى الروح القدس، الأسرار الخمسة في المسبحة الوردية والإبتهالات التي تليها، ثم صلاة سلسلة اﻠﻠﭽيو ماريا، والصلوات التى تُوصَف بصلوات الختام. وهذه الصلوات يمكن توزيعها على مدى النهار وفق ما يكون مناسباً. يمكن للأشخاص الذين يتلون المسبحة الوردية يومياً ولأي نية كانت، أن يصبحوا أعضاء مساعدين دون أن يلتزموا بتلاوة مسبحة أخرى. “إن من يصلي يساعد كل النفوس البشرية. وهو يساعد أخوته من خلال الجاذبية القوية المنبثقة من نفس تؤمن، وتعرف، وتريد. وهو يعمل ما يطلبه منا القديس بولس قبل كل شيء: صلوات، وتضرّعات، وأفعال شكر، لمنفعة جميع الناس: “أَقيموا كُلَّ حينٍ أَنواعَ الصَّلاةِ والدُّعاءِ في الرُّوح” (أف٦: ١٨). ألا تشعر بأنك إذا توقفت عن السهر والإلحاح والإجتهاد والصمود، يتراخى كل شيء ويتراجع العالم، وعندئذ يشعر إخوتك في ذواتهم بنقص في القوة والسند؟ أجل، كل واحد منا يحمل قدراً من ثقل هذا الكون. والذين ينقطعون عن السهر والعمل يثقلون حمل الآخرين.
(جراتري Gratry: الينابيع) الدرجة العليا: الأعضاء المعاونون وهذه الدرجة هي الجناح الأيمن ﻠﻠﭽيو ماريا المصليّة. وهي تشمل أولئك الذين
(أ.( يقومون بتلاوة يومية لجميع الصلوات التي في وثيقة الإنتساب
(ب.( يوافقون على حضور القداس الإلهي وتناول القربان المقدس يومياً، وتلاوة صلاة الساعات المُوافَق عليها من قِبَل الكنيسة
راجع ما ذُكِرَ عن المكانة الخاصة لصلوات الساعات فى العضوية البريطورية
وعليه، فإن عضوية المعاونين هي للعضوية المساعدة العادية، شأن العضوية البريطورية للعضوية العاملة العادية. فالواجبات الإضافية هي نفسها
إن الإخفاق لمرّة أو إثنتين في الإسبوع لتحقيق الشروط المطلوبة، لا يمكن إعتباره إخفاقاً واضحاً في أداء واجب العضوية
لا يُطلَب فرض صلاة الساعات من الرهبان أو الراهبات الذين لا يلزمهم نظامهم بتلاوته
يجب بذل الجهود لتوجيه العضو المساعد العادي للإنضمام إلى العضوية المعاونة، لما تقدّمه من طريقة حياة حقيقية. إن ما تم الإشارة إليه في هذا الفصل، حول البريطوريين بما يتعلق بإتحاد عضو اﻠﻠﭽيو ماريا بصلاة الكنيسة، والقيمة الخاصّة لصلاة الساعات، ينطبق أيضاً على الأعضاء المعاونين
نناشد بشكل خاص الكهنة والرهبان والراهبات أن يصبحوا أعضاء معاونين. فترغب اﻠﻠﭽيو ماريا بصدق أن تكون في وحدة مع فئة المكرّسين، الذين هم مفوضون بشكل خاص ليعيشوا حياة صلاة وعلاقة حميميّة مع الله، والتي هي في الكنيسة بمثابة محطة القوى العظمى للطاقة الروحية. فالإرتباط الفعال لنظام اﻠﻠﭽيو ماريا بمحطة القوى هذه، يجعلها تنبض بقوّة لا يمكن مقاومتها.
إن التجربة ستُظهر للأعضاء أن ما تضيفه هذه العضوية إلى الواجبات التي يقومون أصلاً بها ما هو إلا القليل، وهو في نهاية الأمر صلاة السلسلة، صلاة اﻠﻠﭽيو ماريا، وبعض الإبتهالات: وهي مسألة دقائق لا أكثر. ولكن من خلال تلك الرابطة مع اﻠﻠﭽيو ماريا فإنهم قادرون أن يصبحوا القوة المحركة للمنظمة
قال أرشميدس: “أعطوني رافعة ونقطة إرتكاز، وأنا أرفع الأرض ذاتها”. إن الأعضاء المعاونين بإتحادهم باﻠﻠﭽيو ماريا سيجدون فيها السند الضروري، الذي سترتكز عليه الرافعة الطويلة لصلواتهم المقدسة، والتي تُصبح بعدها قادرة على رفع النفوس المثقلة في العالم كله وإزالة جبال صعوباتها “في علية صهيون، حيث نشأت الكنيسة بفيض من الروح القدس، تبدأ مريم، بطريقة ظاهرة وملموسة، وهي وسط الرسل والتلاميذ المجتمعين معاً، القيام بممارسة دور، وستستمر بالقيام به بطريقة سرية وحميمية: وهو ضم القلوب في الصلاة وإحياء النفوس بفضل شفاعتها العظيمة القدرة: “وكانوا يُواظِبونَ جَميعًا على الصَّلاةِ بِقَلْبٍ واحِد، معَ بَعضِ النِّسوَةِ ومَريَمَ أُمِّ يسوع ومعَ إخوته.” رسل١: ١٤ (مورا Mura: جسد المسيح السري) ملاحظات عامة تتعلق بدرجتي العضوية المساعدة (أ.( هما خدمتان تكميليتان. واﻠﻠﭽيو ماريا تناشد المساعدين من كلتا الدرجتين بألا يعتبروا الشروط الأساسية للعضوية، كمحدّدات للخدمة، ولكن كحد أدنى، يُكملونه ببطولة من خلال صلوات وأفعال عديدة أخرى يقومون بها بشكل خاص لأجل هذه النية
نقترح على الكهنة المعاونين أن يقيموا في جميع قداديسهم ذِكراً خاصاً، ويقدّموا الذبيحة المقدّسة في بعض الأحيان، على نيات العذراء مريم واﻠﻠﭽيو ماريا. أما المساعدون الآخرون فيمكنهم، حتى وإن تطلب ذلك بعض التضحيات، أن يقدّموا القداس لأجل هذه النيات ذاتها من وقت لآخر
ومهما كان عطاء العضو المساعد سخياً ﻠﻠﭽيو ماريا، فإنه سينال في المقابل مائة ضعف، وألف ضعف، ومليون ضعف. وكيف يكون هذا؟ ذلك لأن اﻠﻠﭽيو ماريا تُعَلِم أعضاءها المساعدين - كما تُعَلِم الأعضاء العاملين - كم هي عظيمة مريم، فهى تضمهم إلى صفوف الخدمة التطوعية من أجلها، وتدفعهم إلى محبتها كما ينبغي. كل ذلك عظيم جداً حتى أن الكلمات تعجز عن التعبير عما تجلبه من ربح. إن اﻠﻠﭽيو ماريا ترفع حياة أعضائها الروحية إلى مرتبة أسمى فتضمن لهم بذلك أبدية أكثر مجداً (ب) مَن تراه يستطيع أن يرفض لمريم هذا النوع من العطية؟ فإن سلطانة اﻠﻠﭽيو ماريا هي أيضاً سلطانة الكون وكل أقسامه وإهتماماته، لذلك فإن العطاء إليها يعني العطاء في المكان الذي تكمن فيه حاجة أكبر، وتنتج الصلاة فيه خيراً أعم. (ج.( إن مريم البريئة من الخطيئة بإدارتها للكنوز الموضوعة بين يديها، تأخذ بعين الإعتبار مقتضيات الحياة العادية للشخص وواجباته وإلتزاماته الراهنة. وقد يطرح أحدهم السؤال التالي : “أود أن أُصبح عضواً مساعداً، لكنني كنت قد أعطيت كل شيء لمريم بطواعية كاملة، أو للنفوس المقدسة، أو للرسالات. ولم يبق لي شيء أقدّمه ﻠﻠﭽيو ماريا، فما الفائدة إذاً من إنضمامي في صفوف العضوية المساعدة؟” ترد عليه اﻠﻠﭽيو ماريا: أن هناك منفعة جليلة في أن تكسب اﻠﻠﭽيو ماريا شخصاً غير أناني مثلك. فإن إنشغالك البالغ بمساعدة المنظمة هو بحد ذاته صلاة إضافية ودليل صفاء خاص في النية، ودعوة لا تُقاوَم من سخاء غير محدود لحارسة الكنوز السماوية. من المؤكد أنها كذلك، فإن إنضممت إلى اﻠﻠﭽيو ماريا ستستجيب مريم، وستجعل نيّتك الجديّدة رابحة. في الوقت الذي لا تخسر فيه شيئاً من نياتك القديمة. فإن أسلوب هذه الملكة والأم الأكثر روعة، إنها وإن إستفادت من تقدمتنا وتصرّفت بكنوزنا الروحية بسخاء لمساعدة الآخرين، فإننا وبطريقة عجيبة نزداد غنى
إن تدخّلها يهدف إلى القيام بعمل إضافي وبذلك تحدث إستفاضة مدهشة. القديس لويس ماري دي مونفور يدعو هذا سر النعمة ويصفه كالتالي: “إن أعمالنا الصالحة تزداد نقاوة بقدر ما تمر بين يدي مريم. وبالتالي تزداد إستحقاقاً، وتزداد قيمتها التي تجلب النعم. وتصير بذلك قادرة على تخفيف عذابات النفوس المطهرية، وعلى هداية الخطأة أكثر ممّا تكون عليه إن لم تمر بيدي مريم الطاهرتين السخيتين” إن كل حياة تحتاج إلى قوة هذه العملية العجيبة، حيث يُنزَع منّا كل ما نملك، ويُودَع بالفائدة، ويُوَظَف حتى يتم عمله، ومن ثم يُعاد إلينا مضاعفاً. ويمكن الحصول على هذه القوة إذا وهبنا ذواتنا لمريم كأعضاء مساعدين أمناء (د) ربما لكثرة النفوس البائسة التي تلتقي بها اﻠﻠﭽيو ماريا، يبدو أن مريم قد أعطت المنظمة شيئاً من قوة جاذبيتها التي لا تقاومها القلوب. فلا يجد أعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا أية صعوبة، في دفع أصدقائهم إلى الإنضمام في الخدمة المساعدة الشديدة الحيوية ﻠﻠﭽيو ماريا، والجزيلة الفائدة للمساعدين أنفسهم. لذلك فهم ينضمّون إلى عضوية اﻠﻠﭽيو ماريا من خلال الإشتراك في جميع صلوات وأعمال المنظمة. (ﻫ) تم أكتشاف أيضاَ أن عضوية المساعدين أو رتبة المصلين في اﻠﻠﭽيو ماريا، لها ذات القدرة على جذب مخيلة العضو مثل العضوية العاملة. فإن أشخاصاً لم يخطر لهم على بال أنهم يتلون المسبحة الوردية كل يوم، أصبحوا يتمّمون بأمانة واجبات الخدمة المساعدة التي تُفرَض، كتلاوة صلوات وثيقة الإنتساب كما سبق ذكره. وكم من النفوس اليائسة في المستشفيات وسائر الملاجىء عادت إلى الإهتمام بالحياة، من خلال إنضمامها إلى الأعضاء المساعدين. وكثير من سكان القرى وآخرين مشابهين لهم فى الظروف التى تجعل من الديانة أمراً مألوفاً عديم الجاذبية وروتينياً، أدركوا من خلال العضوية المساعدة أن لهم أهمية للكنيسة، وتوصلوا إلى الإهتمام باﻠﻠﭽيو ماريا إهتماماً شخصياً كإهتمامهم بخيرهم الخاص، ووجدوا أنفسهم يقبلون بإهتمام على اﻠﻠﭽيو ماريا ويتطلعون بشوق كبير إلى قراءة كل خبر عنها، ويشعرون أن لهم نصيباً في جهادها من أجل خلاص النفوس. إن الروايات حول أعمال نبيلة ومشوّقة تحدث للنفوس في مناطق مختلفة، تملأ حياة هؤلاء الأشخاص المثقلة بالملل، بنبض تلك الأحداث التي تجري على مسافة منهم. فمن خلال هذه الأفكار الملهمة أصبح وجودهم يأخذ شكلاً آخر. وصاروا يشعرون وكأنهم يشتركون في حملة خلاصية. وحتى أقدس النفوس هي في حاجة إلى أن تُحَفَز بمثل هذه الأفكار. (و.( يجب أن يكون هدف كل فرقة أن تجذب إلى العضوية المساعدة كل كاثوليكي في المنطقة التي تعمل فيها. وبذلك فهي تقوم بتهيئة التربة للقيام بأشكال أخرى من رسالة اﻠﻠﭽيو ماريا. فإن القيام بزيارة من أجل هذا الهدف، هو إنجاز، سيحظى بقبول حسن في كل مكان، ويُعَجِل بدوره في حدوث رد إيجابي. (ز) على قدر ما يتم جذب الأعضاء في جمعيات وأنشطة كاثوليكية للإنخراط في درجة المساعدين، يكون التآلف بين تلك الأنشطة جميعها فيسهل تعاونها. فهي بذلك تتحد في الصلاة والمودة، ووحدة الهدف الأسمى تحت إشراف مريم، دون أي تدخل في إستقلالية أي منها أو ميزتها الخاصة، أو إلغاء شعائر خاصة. ويجدر التنويه إلى أن صلوات الأعضاء المساعدين تُقَدّم إكراماً لسيدتنا مريم القديسة وليس بإسم اﻠﻠﭽيو ماريا. (ح.( لا يمكن لغير الكاثوليكي أن يكون عضواً مساعداً. ولكن إذا رغب هذا الشخص (كما يحدث أحياناً) في تلاوة صلوات اﻠﻠﭽيو ماريا كلها يومياً، فيجب أن يُعطى وثيقة الإنتساب التي تحتوي هذه الصلوات، ويُشَجَع على المضي في برنامجه السخي. ويجب أن يُدوَّن إسمه ليسهل الإتصال به. ولا شك في أن سيدتنا مريم القديسة ستكون يقظة لإحتياجات تلك النفس
(ط.( إن الغاية التي يجب وضعها أمام الأعضاء المساعدين والتي توجه إليها صلواتهم، هي المغامرة التى تخوضها اﻠﻠﭽيو ماريا فى كل أنحاء العالم والجهاد في سبيل خلاص النفوس، هذا بخلاف الحاجات الروحية المحلية. ويجب أن يُلفَت إنتباههم إلى أنهم، وإن لم يكونوا في الصفوف الأمامية، فإنهم يلعبون دوراً هاماً وضرورياً، يُشبه دور العمال المهتمين بتزويد الجيوش بالعتاد، وخدمات الإمداد والتموين والتي بدونها تصبح القوات المحاربة عديمة القدرة (ى.( لا يمكن التهاون في قبول المساعدين. بل يجب أن يطّلِعوا مسبقاً على كل الواجبات المُكَلفين بها، وأن يكون هناك ما يؤكد أنهم سيتمّمون هذه الواجبات بأمانة. (ك) بقصد تدعيم إهتمام المساعدين بالخدمة التي يقومون بها، لذلك: (١) في الوقت الحاضر، يجب الإرتقاء بنوعية الخدمة التي يقومون بها وضمان مثابرتهم عليها؛ (٢) في المستقبل، وبتوجيههم إلى الإنضمام إلى صفوف المعاونين والعضوية العاملة، يجب إعطاؤهم رؤية واضحة عن عمل اﻠﻠﭽيو ماريا. (ل) إن التواصل مع الأعضاء المساعدين بهدف المحافظة على ثباتهم في العضوية وإهتمامهم بها أمر ضروري، وسوف يكون عملاً مدهشاً لبعض الأعضاء الذين يريدون الوصول إلى أقصى الحدود في أعمالهم. (م.( يجب أن يُشرَح لكل عضو مساعد الفوائد الجمة التي يجنيها من إنضمامه إلى أخوية الورديّة المقدّسة. وبما أن العضو المساعد يتلو صلوات تفوق في الكم تلك الصلوات التي تفرضها الأخوية، فإن الواجب الإضافي الوحيد الذي يفرضه عليه الإنضمام لها هو تسجيل الإسم فيها
(ن.( بطريقة مماثلة، ومن أجل النمو الروحي الكامل لجنود مريم المساعدين، يجب أن يُشرَح لهم معنى “الإكرام الحق للعذراء القديسة” أو تكريس الذات الكامل لمريم”. وكثيرون منهم يسعدهم أن يقدّموا لها هذه الخدمة الأوفر كمالاً، والتي تتطلب منهم تقدمة كنوزهم الروحية لها، وهي التي جعلها الله أمينة على كنوزه. ولا مجال للحديث عن سوء التوزيع لأن نيات مريم هي ذاتها إهتمامات قلب يسوع الأقدس. فهما يهتمان بجميع حاجات الكنيسة. ويشملان الرسالة بأكملها، ويمتدان ليضما العالم بأسره. كما أنهما ينزلان إلى جميع النفوس المقدسة التي تتحين وقت إنتهاء إنتظارهم فى المطهر. فالغيرة على نيات مريم تعني الإهتمام الشامل بجسد المسيح السري. لأن عناية العذراء الأم الحنون لا تقل الآن عما كانت عليه في أيام الناصرة. فإذا عمل أحدنا بموجب نياتها، يصل مباشرة إلى الغاية: وهى مشيئة الله. أما إذا إتبّع وسائله الخاصة، فالطريق التي سيسلكها ملتوية: وهل سيصل إلى نهاية الرحلة المبتغاة أم أنه سيضل طريقه؟
ومخافة أن يظن بعضهم أن الأشخاص المتقدّمين في الحياة الروحية هم وحدهم قادرون على ممارسة هذا الإكرام، نرد عليهم بالتذكير بأن القديس لويس ماري دي مونفور كان يتحدث عن ممارسة الوردية المقدسة، والإكرام لمريم، وعبودية المحبة المقدسة للنفوس الحديثة التحرر من قيود الخطيئة، وهؤلاء الذين تعتمت ذاكرتهم وكان ضرورياً لهم إسترجاع الحقائق الأولية من التعليم المسيحي (س) من المحبّذ والضروري حقاً أن يُقام بين الأعضاء المساعدين شكلاً غير مُلزِم لمنظمة، لها إجتماعاتها أو روابطها الخاصة بها. فإن مثل هذه الشبكة في المجتمع، من شأنها أن تبث فيه أهداف اﻠﻠﭽيو ماريا في الرسالة والصلاة، فعاجلاً ما يضع الجميع هذه المُثل قيد التطبيق فتُحدث تغييراً جذرياً.
(ع) إن الأخوية القائمة على العضوية المساعدة لا يمكن أن تقل أهمية عن أي أخوية أخرى. بل إنها ستمثل اﻠﻠﭽيو ماريا ذاتها، بصبغتها وحماستها. والإجتماعات الدورية لمثل هذه الأخوية تُطلِع الأعضاء على روح وإحتياجات اﻠﻠﭽيو ماريا. وتجعلهم أكثر إندفاعاً في خدمتها. (ف) يجب السعي إلى جلب كل عضو مساعد إلى النبلاء (الباتريشيون)، وكل منهم يُكمّل الآخر بشكل مثالي. إن إجتماع النبلاء سوف يؤدي الغرض من اللقاء الدوري الذي أُوصى به الأعضاء المساعدون. وهذا يُبقيهم على تواصل مع اﻠﻠﭽيو ماريا، ويسهم في نموّهم بطرق مهمّة. ومن جهة أخرى، إذا ما تم إستقطاب النبلاء في العضوية المساعدة فإنها ستكون بالنسبة لهم خطوة في الإرتقاء إلى أعلى ونحو الداخل. (ص.( لا يمكن أن يُستَخدَم الأعضاء المساعدون للقيام بأعمال اﻠﻠﭽيو ماريا العادية التي تُوكَل للأعضاء العاملين. ولا شك أن فكرة قيامهم بالعمل تكون جذابة للوهلة الأولى. إلا أن قليلاً من التروي والتفحص في الأمر، سيُظهِر أن الخطر يكمن في القيام بالعمل الذي يُوكَل عادة للعضو العامل دون حضور إجتماعات. وبعبارة أخرى، فإن في ذلك إهمالاً لشرط جوهري للعضوية العاملة (ق.( عندما يكون مناسباً أو ممكناً، يستطيع الأعضاء المساعدون الإشتراك في محفل التكريس السنوي، فهذه المناسبة تقوم بدورٍ رائعٍ لهم وتجعلهم في تواصل مع الأعضاء العاملين. ويمكن للمساعدين الذين تَحضّروا لإبراز فعل التكريس الفردي أن يقوموا بذلك بعد الأعضاء العاملين. (ر.( الإبتهال الواجب إدخاله في وثيقة الإنتساب للأعضاء المساعدين هو: “يا مريم الطاهرة، وسيطة جميع النعم، صلي لأجلنا (ش.( إن نداء المنظمة إلى الأعضاء العاملين بأن يكونوا “حاضرين دائماً لواجب خدمة النفوس” موجه أيضاً إلى الأعضاء المساعدين. على الأعضاء المساعدين كما على الأعضاء العاملين أن يبذلوا كل جهد لجذب أعضاء آخرين لخدمة اﻠﻠﭽيو ماريا. بهذه الإضافة من حلقة لأخرى فإن سلسلة اﻠﻠﭽيو ماريا يمكن أن تصير شبكة ذهبية من الصلوات تغمر العالم بأسره. (ت.( كثيراً ما يُقتَرح بأن تُختَصَر صلوات الأعضاء المساعدين، أو أن تُبدَّل لتتجاوب وإحتياجات فاقدي البصر والأميين والأطفال. فبغض النظر عن الحقيقة بأن الفرائض تميل لفقدان قدرتها على حفظ الترابط كلما صارت أقل حسماً، ستصير هناك إستحالة فى التعامل مع مثل هذا التساهل أو التنازل. فلن يمكن حاضراً أو مستقبلاً منع هذا التساهل عن مَن هم أقل أُميّة، أو إلى ضعاف البصر، أو كثيرى الإنشغالات. ومع الزمن، يصير التراخي هو الممارسة المعتادة
كلا! فيجب على اﻠﻠﭽيو ماريا تأدية الخدمة وفق المستوى والمعايير المطلوبة. وإذا ما كان هذا يفوق قدرات بعضهم فإنهم لن يُصبحوا أعضاء مساعدين. ولكن يمكنهم المساعدة من خلال الصلاة من أجل اﻠﻠﭽيو ماريا وفق الطريقة التي يختارونها ويجب تشجيعهم على ذلك (ث.( من الجائز أن يُطلب من العضو المساعد أن يدفع ثمن وثيقة الإنتساب وشهادة عضوية. وعدا ذلك لا يدفع أية رسوم تسجيل بالنسبة للعضوية المساعدة
(خ.( يحفظ في كل فرقة سجل بالأعضاء المساعدين يحتوي أسماءهم وعناوينهم. ويُقسَّم السجل إلى فئة المعاونين، وفئة المساعدين الإعتياديين، ويُحفَظ السجل لدى كل فرقة ويُعرَض بشكل دوري على المجلس المحلي، أو على الزائرين الرسميين الوافدين منه. ويجب أن يُفحَص هذا السجل بعناية للتأكد من أنه محفوظ بشكل جيد، وأن الأعضاء ما زالوا غيورين في إختيار مساعدين جدد، وأن زيارة المساعدين تتم بين الحين والآخر لمتابعتهم، وللتأكد من أنهم بعد أن وضعوا أيديهم على المحراث، لن يعودوا ينظرون إلى الوراء. (أنظر لو٩ : ٦۲) (ذ.( يتم تفعيل عضوية درجة المساعدة في أية فرقة من خلال إدخال إسم العضو في قائمة الأعضاء المساعدين. وتكون هذه القائمة في عهدة نائب الرئيس. (ض.( تُسجَل أسماء المرشَحين لدرجة المساعدة في قائمة مؤقتة، حتى تنتهي فترة إختبار ثلاثة أشهر. بعدها يُسجَل العضو في قائمة المساعدين، وبعد أن تتحقق الفرقة بأن المرشح قد أتم بأمانة الواجبات المفروضة عليه “ما الأجر الذي سيمنحنا إياه يسوع البار للفعل البطولي والمتجرّد الخاص بإستسلامنا له، بواسطة يدي أمّه القديسة، بكل ما لأعمالنا الصالحة من قدر وإستحقاق؟ فإذا كان يعطي مائة ضعف، حتى في هذه الحياة، للذين يتركون الخيرات الزمنية والزائلة حباً به. فما عسى أن تكون المائة ضعف التي سيمنحها لمن يضحّي حتى بخيراته الداخلية والروحية؟
(القديس لويس ماري دي مونفور) (Praetorians
تضرعي لأجلنا يا والدة الله القديسة ... لكي نستحق مواعيد المسيح