الفصل الرابع والعشرون
شفعاء اللچيو ماريا ١. القديس يوسف في صلوات اﻠﻠﭽيو ماريا، يأتي إسم القديس يوسف بعد طلب رحمة قلب يسوع الأقدس، وقلب مريم الطاهر. لأن هذا القديس يحتل المرتبة الأولى بعدهما في السماء. فكان هذا القديس العظيم رأس العائلة المقدسة، كما كان يُتمم دوراً أساسياً وشديد الخصوصية نحو يسوع ومريم. وما يزال، هذا القديس، وهو أعظم القديسين، يسدي هذه الخدمة لجسد المسيح السري ولأمّه دون زيادة أو نُقصان. فوجود الكنيسة وعملها، وبالتالى وجود اﻠﻠﭽيو ماريا وعملها، تقوم على دعمه ومساعدته لهما. فعنايته لا حدود لها، ذات حيوية ويكللها إحتواء الأبوة، وهي تأتي في المرتبة الثانية من التأثير بعد أمومة مريم، فعنايته هذه جديرة بالتقدير من اﻠﻠﭽيو ماريا. وإذا ما أردنا أن يكون لحب القديس يوسف أثره الفعّال فينا، علينا أن نفتح قلوبنا له، من خلال سلوك يعكس شدة تفانيه من أجلنا. كما كان يسوع ومريم متيقظين لحبه مملوئين بالشكر والإمتنان له بسبب ما كان يفعله لهما، هكذا يجب أن يكون أعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا متنبهين له على الدوام يقع عيد القديس يوسف، خطيب العذراء القديسة مريم في ١٩ آذار (مارس). أما ذكرى القديس يوسف العامل ففي ١ أيار (مايو) “لا نستطيع أن نفصل ما بين حياة يسوع التاريخية وحياته السرية المستمرة في الكنيسة. فإعلان البابوات أن القديس يوسف هو حامي الكنيسة لا يأتي من غير سبب وجيه. لأن مهمته باقية كما هي، وإن إختلفت الأزمنة أو تنوعت الطرق التي تتم بها. وحمايته لكنيسة المسيح ليست سوى إمتداد لرسالته الأرضية. فمنذ أيام الناصرة، نشأت عائلة الله وإنتشرت في جميع أنحاء العالم. وقد إتسع قلب القديس يوسف بأبوة جديدة تفوق الأبوة التي وعد الله بها إبراهيم بأن يكون للبشر أباً. إن الله لا يتغير في عهده معنا، لا توجد أفكار ثانية، ولا يدخل تغييرات عشوائية على تدبيره. بل عمله كله واحد، منظّم، متتابع، متواصل. فكما كان يوسف أباً حارساً ليسوع، كذلك يبقى أباً حارساً لأخوة يسوع، أي للمسيحيين على توالي العصور. وكما كان يوسف رجلاً لمريم التي أنجبت يسوع، هكذا يبقى متحداً بها إتحاداً سرياً ما دامت ولادة الكنيسة تتواصل في العالم. لذلك، يحق لعضو اﻠﻠﭽيو ماريا الذي يعمل لنشر ملكوت الله، أي الكنيسة، أن يطلب الحماية الخاصة من الذي كان رأس الكنيسة الحديثة الولادة، أي العائلة المقدسة.”
(الكاردينال سوينس Suenens) ٢. القديس يوحنا الإنجيلي يُدعى هذا القديس في الإنجيل “التلميذ الذي أحبه يسوع”. وقد ظهر القديس يوحنا كمثال للتعبد لقلب يسوع الأقدس. فقد تعلق بهذا القلب الإلهي بأمانة لا تتزعزع إلى أن رآه مطعوناً فاقد الحركة وقد أسلم الروح. بعدئذ، تجلى كنموذج للتكريس لقلب مريم الطاهر. طاهراً كالملاك، لقد قام القديس يوحنا مقام يسوع تجاه أمه، وظل يبدي لمريم الحب البنوي حتى يوم رقادها. إن الكلمة الثالثة التي فاه بها سيدنا يسوع المسيح من أعلى صليبه، لم تكن فقط كلمة توصية بنوية بأمه القديسة. كان مخلصنا يرى في شخص القديس يوحنا، الجنس البشري كله، ولا سيما أولئك الذين بالإيمان قد إتحدوا به. ففي تلك العبارة تم إعلان أمومة مريم لجميع البشر- أي أمومة لأخوة كثيرين كان المسيح بكرهم. إن القديس يوحنا يمثل هؤلاء الأبناء الجدد جميعهم، وأول من دخل في الميراث، فصار مثالاً لجميع الذين سيأتون من بعده، فهو قديس يستحق أرقّ الإكرام من اﻠﻠﭽيو ماريا لقد أحب الكنيسة، وكل نفس فيها، وبذل ذاته وكل طاقاته في سبيل خدمتها. فكان رسولاً، وإنجيلياً، وإستحق أن يكون شهيداً وكان كاهناً لمريم: لذلك فهو شفيع خاص للكاهن المنتمي إلى اﻠﻠﭽيو ماريا في خدمة المنظمة التي غايتها أن تكون صورة حية لمري يقع عيد القديس يوحنا الإنجيلي في ٢٧ كانون الأول ديسمبر “فرأَى يسوعُ أُمَّه وإِلى جانِبِها التِّلميذُ الحَبيبُ إِلَيه. فقالَ لأُمِّه: أَيَّتها المَرأَة، هذا إبنُكِ. ثمَّ قالَ لِلتِّلميذ: “هذه أُمُّكَ”. ومُنــــذُ تِلكَ السَّاعةِ إستَقبَلَها التِّلميذُ في بَيتــــه.” يو ١٩: ٢٦-٢٧ ٣. القديس لويس مارى دي مونفور “يبدو، لأول وهلة أن إقحام إسم المبارك جرينيون دي مونفور بين شفعاء اﻠﻠﭽيو ماريا أمراً قابلاً للنِقَاش، خاصة بعد صدور قرار بعدم إتخاذ شفعاء محليين أو خصوصيين. ومع ذلك نستطيع أن نؤكد، أنه لم يقم قديس آخر بما قام به هذا القديس لنمو وتطور اﻠﻠﭽيو ماريا. فهذا الدليل مليء من روحه. وصلوات عضو اﻠﻠﭽيو ماريا تردِد أقواله. وهو حقاً معلم اﻠﻠﭽيو ماريا: إذ أن مسألة الإبتهال إليه من قِبل اﻠﻠﭽيو ماريا هي واجب أدبي.” (قرار صادر عن مجلس القيادة العامة بإدراج إسم المبارك جرينيون دى مونفور في قائمة الإبتهالات)
أُعلِنت قداسته ٢٠ تموز (يوليو) ١٩٤٧، ويقع عيده يوم ٢٨ نيسان (أبريل) “ليس هذا القديس مؤسس اﻠﻠﭽيو ماريا فقط، بل هو مُرسَل أيضاً! وأكثر من مُرسَل؛ حيث نرى فيه أيضاً وجهاً آخر: فهو أستاذ ولاهوتى ترك لنا دروساً لاهوتية في مريم العذراء لم يسبقه أحد إلى إدراكها. فقد دأب على البحث والإستقصاء بعمق فى جذور التكريس المريمى، ووسّع آفاق المعرفة فيها، حتى أصبح دون منازع مرجعاً في كل ما يتعلق بظهورات العذراء الحديثة، من ظهورها في لورد إلى ظهورها في فاتيما، ومن تعريف عقيدة الحبل بلا دنس إلى تأسيس اﻠﻠﭽيو ماريا. وقد نصّب نفسه نذيراً بحلول مُلك الله بواسطة مريم، ومبشراً بالخلاص الذي لطالما تاق إليه البشر، والذي ستمنحه العذراء والدة الله بواسطة قلبها الطاهر للعالم عندما يتم الزمان.” (الأب فيديريجو تدسكيني Federigo Tedeschini، رئيس كهنة كاتدرائية القديس بطرس: في خطاب ألقاه يوم رفع الستار عن تمثال القديس لويس مارى دي مونفور في كاتدرائية القديس بطرس، ٨ كانون الأول (ديسمبر)، ١٩٤٨)
“إنني أرى بوضوح تلك الوحوش المفترسة التى ستأتي بضراوة شديدة، لتمزق بأسنانها الشيطانية هذا الكتاب الصغير فترديه قِطعاً، كما ستهاجم ذاك الذي إستخدمه الروح القدس لكتابته. أو على الأقل ستقوم بدفن الكتاب في الظلام وفى سكون صندوق حديدي، فلا يعود له أي وجود. وستُهاجِم وتُضطهِد كل من سيقرأه أو يسعى لتطبيقه. ولكن أيهم ذلك؟ كلما إزداد كان أفضل، إن هذه الرؤية تضرم فيّ الحماسة لأرجو نجاحاً ساحقاً، نستطيع القول، لأي جيش جبار يتألف من جنود بسلاء وشجعان، ليسوع ومريم، من كلا الجنسين، يهمون بمحاربة الشرير، والعالم، وروح الإنحطاط والفساد التي ستسود في أزمنة قادمة تحف بالمخاطر!
(القديس لويس ماري دي مونفور (توفي١٧١٦): التكريس الحقيقى للعذراء مريم المباركة) ٤. القديس ميخائيل رئيس الملائكة “على الرغم من كونه أمير البلاط السماوي كله، فإن الملاك ميخائيل هو الأكثر غيرة على أداء الإكرام لمريم وعلى جلب الإكرام لها، وهو مستعد دوماً ليكون على رهن إشارتها لتنفيذ خدمة لأحد خدامها (القديس أغسطينوس) إن الملاك ميخائيل كان ولا يزال شفيعاً للشعب المختار. أولاً في العهد القديم ومن ثم في العهد الجديد. وهو المدافع الأمين عن الكنيسة، لكن حراسته لليهود لم تنقض لأنهم إبتعدوا. بل تعاظمت وذلك بسبب إحتياجهم وبسبب قرابة الدم التي تربطهم مع يسوع ومريم ويوسف. إن اﻠﻠﭽيو ماريا تخدم تحت قيادة الملاك ميخائيل. وبوحي منه يجب أن تجاهد بمحبة إلى إصلاح وإحياء ذلك الشعب الذي قطع الرب معه عهد محبة أبدي
يقع عيد “قائد جيش الرب” (يش٥: ١٤) في ٢٩ أيلول سبتمبر “بحسب ما أُوحي به، فإن الملائكة التي تشترك في حياة الثالوث الأقدس في بهاء المجد، إنما دُعيت لتقوم بدورها في تاريخ خلاص الإنسان، وفق ما أرادته العناية الإلهية “أليس هم بأجمعهم أرواح مُكلفَة بالخدمة، يُرسَلون من أجل الذين سيرثون الخلاص؟” يسأل صاحب الرسالة إلى العبرانين (١: ۱٤). هذا ما آمنت به الكنيسة وعلمته، وفقاً لما جاء في الكتب المقدسة، ومنه نتعلم بأن مهمة الملاك الجيد هو حماية الشعب والعناية بخلاصهم.” (البابا الطوباوى يوحنا بولس الثاني، المقابلة العامة، ٦ آب (أغسطس) ١٩٨٦) ٥. القديس جبرائيل رئيس الملائكة في بعض الطقوس الليتورجيه يُكَرّم القديسان جبرائيل وميخائيل معاً: كبطلين وأميرين، قائدى الجيش السماوى ورئيسي الملائكة، وخادمي العزة الإلهية، وحارسي ومرشدي الجنس البشري فالملاك جبرائيل هو ملاك البشارة. فهو الذي نقل ثناء الثالوث القدوس لمريم، وهو الذي بواسطته تم الإعلان عن سر الثالوث الأقدس إلى البشرية لأول مرة، وكذلك إعلان سر التجسد، والحبل بالعذراء بلا دنس، كما صيغت بواسطته المقاطع الأولى للمسبحة الوردية تم الإشارة أعلاه إلى علاقة الملاك ميخائيل بالشعب اليهودي. كذلك يمكن الحديث عن علاقة الملاك جبرائيل بالمسلمين. فهؤلاء يؤمنون بأنه هو من نَقَل دينهم إليهم. إن هذا القول، يُجسِد الإهتمام الذي يوليه الإسلام له، والملاك سيسعى لرد هذا الوفاء بطريقة مناسبة؛ حيث سينيرهم ويرشدهم فيما يتعلق بالوحي المسيحي الذي كان هو حارساً له ومدافعاً عنه. ولكنه لا يستطيع أن يحدث ذلك التحول وحده، فلابد دائماً أن يلعب التعاون البشري دوره إن يسوع ومريم يحتلان، بغرابة، مكانة مهيمنة في القرآن تقريباً كما في الإنجيل، ولكن الفارق أن القرآن لا يُبيّن أي مهمة لهما. سيبقي هذا الثنائى المقدس على حاله في الإسلام يترقب مجيء من يستطيع مساعدته على تفسير وتأكيد دوره وعمله. وقد تبين أن اﻠﻠﭽيو ماريا تمتلك هذه الموهبة، وأن المسلمين يستقبلون أعضاءها بتقدير وإحترام. كم من مادة غنية تكمن في القرآن وتحتاج للتفسير!
يتم الإحتفال الموحد بالملائكة القديسين جبرائيل وميخائيل وروفائيل في ٢٩ من أيلول سبتمبر “تُظهِر لنا الكتب، واحداً من أرفع نبلاء السماء مرسَلاً في شكل منظور، ليبشر مريم بسر التجسد. لقد سُئلت مريم بأن تصبح أم الله من قِبَل ملاك، لأنها بأمومتها سيكون لها المُلك والقدرة والسيادة فوق جميع الملائكة. يكتب البابا بيوس الثاني عشر: “يمكن القول بأن رئيس الملائكة جبرائيل كان أول رسول سماوي بمهمة ملكية فيما يتعلق بمريم العذراء. (لسلطانة السماء Ad Caeli Reginam). يُكَرَم الملاك جبرائيل كشفيع للذين يُكَلَفون بمهمات كبيرة، وللذين يحملون أنباء مهمة من الله. فلقد حمل رسالة الله إلى مريم. وفي تلك اللحظة، كانت مريم تمثل البشرية جمعاء وهو يمثل جميع الملائكة. إن المحادثة التي دارت بينهما كانت ولا تزال مصدر وحي للناس حتى إنقضاء الدهر، فقد أقامت معاهدة تُبشر “بسماء جديدة وأرض جديدة.” كم هو رائع هذا الذي تَحدّث لمريم، وكم هو خطأ أن يُختَزل دوره بمجرد تلاوة رسالة. فلقد كان على علم تام برسالته، وأبدى معرفة واسعة عندما أجاب بوضوح على جميع إستفساراتها، لأنه المتحدث بإسم الله والوصي الأمين على رسالته. جدد اللقاء بين جبرائيل وسيدتنا مريم، البشرية كلها، وأصلحت حواء الجديدة الدمار الذى صنعته حواء الأولى. أما آدم الجديد، رأس الجسد السري الذي يضم الملائكة أيضاً، لم يصلح الجنس البشري فقط، بل أعاد شرف الملائكة الذي أفسده الملاك المتمرّد.
(د. ميخائيل أوكارول .Michael O’Carroll C.S.S.p) ٦. القوات السماوية، وجيش مريم الملائكي “سلطانة الملائكة! يا له من سحر، يا له من تذوق أولىّ للسماء أن نفكر بمريم أمنا تصحبها دوماً جيوش الملائكة!”
(البابا يوحنا الثالث والعشرون) “إن مريم هي قائدة جيوش الله. وتُشكل الملائكة فرقها المجيدة الرهيبة كجيوش تدخل صفوف المعركة!”
(بودون Boudon: الملائكة)
منذ البداية، كانت الإبتهالات إلى الملائكة جزءاً من صلوات اﻠﻠﭽيو ماريا. وكانت الصيغة كالتالي يا قديس ميخائيل، رئيس الملائكة، صل لأجلنا
يا ملائكتنا الحراس، صلوا لأجلنا بذلك قد يفترض بعضهم بأن اﻠﻠﭽيو ماريا تسير بإرشاد الملائكة، فالعلاقة الوثيقة بين الملائكة واﻠﻠﭽيو لم تكن قد صارت واضحة بعد. لكن، مع مرور الزمن، أصبح الإبتهال إلى الملائكة أكثر فأكثر توكيداً. فقد أدركت اﻠﻠﭽيو ماريا بأن الملائكة يمثلون النظير السماوي لجهاد اﻠﻠﭽيو. لهذا التحالف جوانب مختلفة. فلكل عضو عامل أو عضو مساعد، ملاك حارس يُحارب إلى جانبه خطوة بخطوة. وفي هذا المدلول فإن المعركة تعني للملاك أكثر مما تعني للعضو المريمي، حيث أن الملاك يدرك بحيوية وسرعة الأمور التي هي في خطر: وهي مجد الله وقيمة النفس الخالدة. لذا فإن إهتمام الملاك شديد، ودعمه ثابت لا يكل. كذلك هو الأمر بالنسبة للملائكة الآخرين فيبدون إهتماماً بهذه الحرب وهذا النضال. فعلى سبيل المثال إن جميع الذين تعمل اﻠﻠﭽيو ماريا من أجلهم لهم ملائكة حراس يساعدونهم
بالإضافة إلى ذلك، إن الجيش الملائكي كله يُسارع إلى ساحة المعركة لمعونتنا. لأن معركتنا هي جزء من النضال الأساسي الذي قامت به الملائكة منذ البدء، ولا تزال تقوم به ضد الشيطان وأعوانه وقد أُعطي الملائكة مكانة مهمة في العهدين القديم والجديد، الحافلين بعدة مئات من الآيات التي تشير إليهم. فهم يشكلون المثال الموازي لنضال الإنسان في معركته وهم يقومون بمهمة الحماية نحو البشر. ويتدخلون في الظروف الحاسمة والهامة. فهذه العبارة تتكرّر: “إن الله أرسل ملاكه”. إن جوقات الملائكة التسعة تقوم بنوع حماية خاصة: للأفراد، والأماكن، والمدن، والبلدان، والطبيعة، وآخرين يقومون بحراسة رفاقهم الملائكة. وتكشف الكتب أنه حتى الوثنيين لهم ملائكتهم الحراس (دا ٤ :2٠،1٠ ،١3:۱0). إن جوقات الملائكة سُمّيت: الملائكة، رؤساء الملائكة؛ الشاروبيم؛ الساروفيم؛ القوّات؛ الرئاسات؛ العروش؛ السلاطين والسيادات وتكون مساعدة الملائكة إمّا بطريقة جماعية أو فردية، وتلعب دوراً يُشبّه دور القوات الجوية في علاقتها مع القوات البرية
وقد وُجِدَ أخيراً أن الإبتهال الملائكي الذي يُستعمَل لا يعكس دور الملائكة فى حماية العالم. لذا فقد تقرّر
(أ.( أن تُعاد صياغة الإبتهال بشكل أفضل (ب) وأن تُربط كلمة “جيش” بالملائكة. إن ربنا ذاته قد إستعمل هذه الكلمة لوصف الملائكة، مُقََدّساً إياها عندما نطقها بشفتيه. عندما هُدِدَ من قِبَل أعدائه، قال: “أَوَتَظُنُّ أَنَّه لا يُمكِنُني أَن أَسأَلَ أَبي، فَيَمُدَّني السَّاعةَ بِأَكثَرَ مِنِ إثَنيْ عَشَرَ فَيْلَقاً مِنَ المَلائِكَة؟” (متى٢٦: ٥٣) (ج.( أن يُضاف إسم مريم إلى الإبتهال. وهي سلطانة الملائكة. وهي في الواقع قائدة الجيش الملائكي، وستكون نعمة جديدة لمنظمتنا أن تُحَيَي مريم بهذا اللقب العميق المغزى
إن نِقاشاً مطوّلاً في اﻠﻠﭽيو ماريا أفضى إلى إعتماد صيغة الإبتهال التالية في ١٩ آب (أغسطس) ١٩٦٢
“أ.يتها القوات السماوية، طغمات مريم الملائكية، صلوا لأجلنا
تُحيي الكنيسة ذكرى الملائكة الحرّاس في ٢ تشرين الأول أكتوبر
هنالك منظمة تُدعى “محبة الملائكة” (Philangeli)، ومتخصصة في نشر التعريف بالملائكة وإكرامهم. ومركزها الرئيسي
Philangeli, Hon. General Secretary, Salvatorians, 129 Spencer Road, Harrow Weald, Middlesex HA3 7BJ, England “إن لقب سلطانة الملائكة التي حُظِيَت به مريم، لا يجب إعتباره لقباً شرفياً وحسب. إن مكانة مريم الملوكية هي مشاركة في مكانة المسيح وسيادته العالمية المطلقة على الخلائق. إن اللاهوتيين لم يفسروا بعد جميع أشكال حكم مريم المشترك مع المسيح الملك. لكنه من الواضح أن ملوكيتها هي أصل العمل التي تقوم به، والذي يصل أثره إلى جميع أطراف العالم المرئي وغير المرئي. فهي تحكم الأرواح الصالحة والطالحة أيضاً. ومن خلالها كان التحالف الراسخ في المجتمع البشري والملائكي والذي به تُقاد جميع الخلائق إلى النهاية الحقة، مجد الثالوث الأقدس. إن علاقتها الملوكية هي ترسنا، لأن أمنا وحاميتنا تمتلك السلطة بأن تأمر الملائكة أن يساعدونا. فعملها يعني الشّركة الفاعلة مع إبنها في حل رباط وتدمير سيطرة إمبراطورية إبليس فوق البشر
(د. ميخائيل أوكارول .Michael O’Carroll C.S.S.p) ٧. القديس يوحنا المعمدان إنه لأمر غريب، يصعب تفسيره، أن القديس يوحنا المعمدان لم يوضع رسميّّاً ضمن شفعاء اﻠﻠﭽيو ماريا حتى ١٨ كانون الأول (ديسمبر) ١٩٤٩، على الرغم من أنه، بين سائر الشفعاء، وبإستثناء القديس يوسف، هو أوثق القديسين علاقة باﻠﻠﭽيو ماريا (أ.( فهو مثال لجميع أعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا، بكونه سابقاً للرب، يسير أمامه ليجعل سبله قويمة. وقد أعطى قدوة في القوة والتفاني الثابتين لقضيته، والتي كان على إستعداد لأن يموت من أجلها، وقد مات فعلاً (ب.(وقد أعُدّ هذا القديس لرسالته على يد سيدتنا مريم العذراء المباركة، كما يُفترض أن يحدث مع كل أعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا. يقول القديس أمبروسيوس أن الغاية الأساسية من مكوث العذراء فترة طويلة عند نسيبتها أليصابات، هى تكوين وتكريس النبي العظيم الصغير. إن لحظة هذا التكوين يتم الإحتفال بها في صلاة السلسلة - صلاتنا الأساسية- المفروضة يومياً على كل عضو فى اﻠﻠﭽيو ماريا (ج.( في حادثة الزيارة هذه، نرى سيدتنا مريم العذراء تمارس دورها كوسيطة للمرة الأولى. والقديس يوحنا المعمدان كأول المستفيدين منهاوهكذا يصبح هذا القديس منذ مطلع حياته شفيعاً خاصاً لأعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا، ولكل إتصالات اﻠﻠﭽيو ولكل أعمال الزيارات التي يقومون بها، مهما إختلفت أنواعها، وفى الحقيقة شفيعاً لكل أعمال اﻠﻠﭽيو – وما ذلك إلا جهود للمعاونة في دور مريم الوسيطة (د.( كان القديس يوحنا المعمدان عنصراً جوهرياً في رسالة سيدنا يسوع المسيح. ويجب أن تلقى كل هذه العناصر مكاناً في أى نظام يسعى إلى تحقيق وتجديد هذه الرسالة. لأن مُمَهِد الطريق يبقى ضرورياً، فإن لم يكن حاضراً ليقوم بتقديم يسوع ومريم فقد لا يظهران فى المشهد على الإطلاق. فعلى أعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا أن يعترفوا بمكانة القديس يوحنا المعمدان، وأن يتيحوا له، بإيمانهم به، أن يواصل مهمته. “إذا كان يسوع هو دوماً “المُزمَع أن يأتي”، فإن القديس يوحنا هو دوماً مَنْ يسبقه، لأن التدبير الخلاصي في تجسد المسيح التاريخي، يستمر في جسده السري. (دانيلو Daniélou) (ھ.( إن اللحظة المناسبة للإبتهال إلى القديس يوحنا تأتي في صلوات الختام حالاً بعد الإبتهال إلى الملائكة. فهذه الصلوات تصوّر اﻠﻠﭽيو ماريا في سيرها إلى الأمام وهو سير يهيمن عليه الروح القدس، الذي يظهر ذاته من خلال سيدتنا مريم العذراء بهيئة عمود من نار، تدعمها جيوش الملائكة، ورأسيها الملاكين القديسين ميخائيل وجبرائيل، ويسبقها مُستَطلِع أو مُمَهِد الطريق لها القديس يوحنا المعمدان الذي لا يزال يقوم بنفس الرسالة التي حددتها له العناية الإلهية، ثم يظهر قائديها القديسان بطرس وبولس (و) للقديس يوحنا المعمدان عيدان طقسيان. عيد ميلاده في ٢٤ حزيران (يونيو)، وعيد إستشهاده في ٢٩ آب (أغسطس) “إنني أعتقد أن سر يوحنا المعمدان ما زال يتم في عالم اليوم. فكل من يؤمن بالمسيح يسوع لا بد له من أن يقبل في نفسه روح يوحنا وفضائله فيهيء للرب شعباً كاملاً مستعداً، ويُقوّم الطرق ويمهد السبل إلى الأماكن الوعرة في قلبه. فإلى هذا اليوم تسبق روح يوحنا وفضيلته مجيء الرب والمخلص
(أوريجانوس Origen) ٨. القديس بطرس القديس بطرس، كأمير الرسل، هو شفيع ممتاز لمنظمة رسولية. هو أول البابوات، ويمثل سلسلة الأحبار، بما فيهم الأب الأقدس الحالي. فبإبتهالنا إلى القديس بطرس، نُعَبّر مرة أخرى عن إخلاص اﻠﻠﭽيو ماريا لروما، مركز إيماننا، ومصدر السلطة، والنظام، والوحدة.” (قرار مجلس القيادة العامة بوضع إسم القديس بطرس في لائحة الإبتهالات)
يقع عيد القديسين بطرس وبولس يوم ٢٩ حزيران (يونيو) “وأَنا أَقولُ لكَ: أَنتَ صَخرٌ وعلى الصَّخرِ هذا سَأَبني كَنيسَتي، فَلَن يَقوى عليها سُلْطانُ الموت. وسأُعطيكَ مَفاتيحَ مَلَكوتِ السَّمَوات. فما رَبَطتَهُ في الأَرضِ رُبِطَ في السَّمَوات. وما حَلَلتَه في الأَرضِ حُلَّ في السَّمَوات.” (متى ١٦ : ١٨-١٩) ٩. القديس بولس إن النفس التي ترغب أن تربح نفوساً أخرى، ينبغي أن تكون عظيمة وواسعة كالمحيط. وعلى من يرغب في أن يهدي العالم إلى الله، عليه أن يكون هو نفسه أعظم من العالم. هكذا ما كان عليه القديس بولس عندما أحاط به فجأة نور من السماء، وتغلغل شعاعه في نفسه، وأضرمها بنار الشوق حتى تملأ العالم بإسم يسوع المسيح والإيمان به. هو رسول الأمم إذ قد نال هذا اللقب بعمله. فقد كان عمله وكده بلا إنقطاع إلى أن قُطع رأسه بحد السيف، مُوْدِعاً روحه التي لا تُقهَر بين يدي الله. لقد بقيت كتاباته وستبقى حية على الدوام لتواصل رسالته والكنيسة تربطه دوماً مع القديس بطرس في صلواتها وهو تمجيد فى الحقيقة. وذلك مناسب أيضاً لأن هذين الرسولين العظيمين قدسا مدينة روما بإستشهادهما فيها. وتحتفل الكنيسة بعيدهما في اليوم ذاته “وأَنا أَفوقُهُم: أَفوُقهُم في المَتاعِب، أَفوقُهُم في دُخولِ السُّجون، أَفوُقهُم كَثيراً جِدّاً في تَحَمُّلِ الجَلْد، في التَّعرُّضِ لأَخطارِ المَوتِ مِراراً. جَلَدَني اليَهودُ خَمسَ مَرَّاتٍ أَربَعينَ جَلْدَةً إِلاَّ واحِدة، ضُرِبتُ بِالعِصِيِّ ثَلاثَ مَرَّات، رُجِمتُ مَرَّةً واحِدَة. اِنكَسَرَت بِيَ السَّفينةُ ثَلاثَ مَرَّات، قَضَيتُ لَيلَةً ونَهاراً في عُرْضِ البَحْر. أَسفارٌ مُتَعَدِّدة، أَخطارٌ مِنَ الأَنَّهار، أَخطارٌ مِنَ اللُّصوص، أَخطارٌ مِن بَني قَومي، أَخطارٌ مِنَ الوَثنِيِّين، أَخطارٌ في المَدينة، أَخطارٌ في البَرِّيَّة، أَخطارٌ في البَحْر، أَخطارٌ مِنَ الإِخوَةِ الكَذَّابين، جَهْدٌ وكَدّ، سَهَرٌ كَثير، جُوعٌ وَعَطَش، صَومٌ كَثير، بَرْدٌ وعُرْيٌ
(٢ قور١١: ٢٣-٢٧)
تضرعي لأجلنا يا والدة الله القديسة ... لكي نستحق مواعيد المسيح