الفصل الرابع والثلاثون
واجبات ضباط الفِرَق ١. المرشد الروحي إن اﻠﻠﭽيو ماريا تُقيّم نجاحها بشكل كامل من خلال نمو الصفات الروحية في أعضائها، وتحمّلهم إياها خلال عملهم الرسولي، فهذا يعني أن المرشد الروحي، والذي تقع عليه مسؤولية إلهام هؤلاء الأعضاء بهذه الصفات الروحية، هو المحرك الأساسي في الفرقة. فعليه أن يحضر إجتماعات الفرقة، ويسهر مع الرئيس وسائر الضباط على حفظ القوانين، ويتأكد من أن إتباع نظام اﻠﻠﭽيو ماريا بالروح والحرف يتم كما يجب. ومن واجبه أن يمنع كل تعدٍّ، ويؤيد كل سلطة شرعية في اﻠﻠﭽيو ماريا فإذا كانت فرقته جديرة بإسم المنظمة، فلديه أجود أفراد الرعية وأكثرهم غيرة ومقدرة على العمل الرسولي. والفرقة لا تستغني عن المرشد الروحي لتقوم بعملها، الذي يجب أن يكون ذا نوعية مهمّة وصعبة. تعتمد عليه الفرقة في تنبيهها الدائم، لأنه من الضروري التغلب على كل المقاومات الداخلية والعوائق الخارجية. وعليه تعود مسؤولية تنشيط حياة الفرقة الروحية. لدرجة أن البابا بيوس الحادي عشر قال: “إن قَدَري هو بين يديك.” فمن أعظم دواعي الأسف أن لا تقع هذه الثقة في محلها ولو في ظرف واحد؛ كأن يكون هناك فريق صغير يرغب في خدمة الله والعذراء مريم والنفوس، فيُترك تائهاً كقطيع لا راعي له! فما عسى أن يقول الله الراعي الأسمى عن ذلك الكاهن الذي إتكل عليه ليكون“في الفرقة الروح المنعشة، والدافع إلى الأعمال الجديدة المبتكرة، ومصدر الغيرة”؟
(البابا بيوس الحادي عشر)
على المرشد الروحي أن يرعى فرقته كما يرعى مرشد المبتدئين (في الحياة الرهبانية) التلاميذ الموكَلين إليه، وأن يسعى بلا هوادة لينمّي أفكارهم وتطلعاتهم الروحية، ويحثهم على أن يُنَموا في ذواتهم صفات وأفعالاً لائقة بعضو اﻠﻠﭽيو ماريا. هذه الصفات الروحية يمكنها أن ترتقى إلى المراتب السامية بقدر السعى إليها، فلا يخشى المرشد أن يدعو الأعضاء إلى فضائل سامية، ويعرض عليهم أعمالاً يقتضي أداؤها سمات من البطولة. بل المستحيل نفسه يستسلم أمام النعمة، والنعمة تُعطَى لمن يطلبها، فعليهم أن يصروا على إخلاص لا يتغير فى أدقّ تفاصيل الواجبات الملقاة على عاتقهم، فهي الأساس الضروري للإنجازات العظيمة. فرغم أن شخصية الإنسان لا تظهر إلا في اللحظات العصيبة، إلا أن اللحظات الصغيرة هى التى تبنيها فالمرشد الروحي عليه أن يحرص على أن لا يَقبِل الأعضاء على عملهم بروح الأنانية، فلا يبتهجوا بما حققوا من نجاح، ولا يكتئبوا من عمل قد يبدو لهم فاشلاً، عليه أن يكفل أنهم على إستعداد لأن يعيدوا الكَرّة ألف مرة، خصوصاً في عمل لا رغبة لهم فيه أو واجب قد أتعبهم
كما وعليه أن يسعى أيضاً إلى أن يُضيف الأعضاء إلى عملهم الشجاع والنشيط، الصلاة وأفعال التجرد والتضحية، ويعلمهم أنهم متى فشلت وسائلهم العادية، وضاع كل أمل بشري بالنجاح، عندها يستطيعون أن يلتفتوا إلى أمهم، سلطانة اﻠﻠﭽيو ماريا، بثقة تامة فتمنحهم النصر الأكيد
ومن الواجبات الجوهرية للمرشد الروحي ﻠﻠﭽيو ماريا، أن يبث في جميع الأعضاء الحب الحار لوالدة الإله، ولا سيّما لبعض إمتيازاتها التي تكرّمها المنظمة إكراماً خاصاً
وهكذا، وبهذا العمل البنّاء الذي يقوم به بصبر، واضعاً حجراً فوق حجر، يستطيع أن يأمل في أن يبني في نفس كل عضو من أعضاء المنظمة، قلعة روحية، لا يقوى شيء أن ينال منها أو يهدمها
وكعضو في الفرقة، على المرشد الروحي أن يكون له نصيب إدارة شؤونها، وفي مناقشاتها ومختلف أعمالها، فيكون “معلماً ومرشداً ودليلاً، حسب ما تقتضيه الحاجة” (البابا بيوس العاشر). ولكن عليه أن يحترس أن يجد نفسه يقوم أيضاً بأعمال رئيس الفرقة. فإن كان هناك ميل إلى ذلك، فلن يكون في ذلك خير للفرقة. فإن كان سيضيف إلى نفوذه ككاهن، وإلى خبرته الواسعة في الحياة، إدارة شؤون الفرقة أيضاً، فذلك سيكون له تأثير شديد على إجتماع الفرقة. فتتحول كل مناقشات الأعمال إلى حديث بينه وبين العضو المعني بالعمل، ولا يكون هناك نصيب للرئيس وسائر الأعضاء في التدخل، فيلزمون الصمت خشية أن يبدو تدخلهم محاولة للتدخل فى حكم المرشد الروحي. فحذف الجدال الحُر حول القضايا المختلفة، يَفقِد الإجتماع عنصراً أساسياً من جاذبيته، ومن قوته التعليمية، ومن أكبر مصدر لصحته. فلا تعود تلك الفرقة تعمل في غياب المرشد الروحي، وقد تنهار إذا ما غادرها “على المرشد الروحي - وكل عضو في الفرقة - أن يهتم إهتماماً حيوياً بكل ما يقال في الإجتماع. لكن أن لا ينتهز كل كلمة تقال لبسط وجهات نظره الشخصية. ولكن من الطبيعي أن يتدخل عند الحاجة إلى عمله أو إلى نصائحه. فعليه أن يفعل ذلك بإتزان ورصانة، من غير أن “يحجب” الرئيس، أو يطغى تدخله على الإجتماع؛ فيكون تدخله كافياً ليقدم للفرقة قدوة ومثالاً لطريقة الإهتمام الذي يبديه كل عضو بالقضايا التي لا تكون مطلوبة منه أو موكلة إلى عنايته
(المطران هيلمسنغ Helmsing) وإذا أنشأت الفرقة مكتبة، يجب على المرشد أن يراقب الكتب رقابة يقظة، فلا يسمح أن يتعلم الأعضاء أو يناقشون إلا التعاليم الموافِقة موافَقة تامة لمبادئ الكنيسة الكاثوليكية.
بعد تلاوة “السلسلة” مباشرةً، يلقى المرشد الروحي كلمة وجيزة، ويستحسن أن تكون تعليقاً أو تفسيراً لهذا الدليل (راجع: القسم ١١، كلمة الإرشاد Allocutio، الفصل ١٨، ترتيب إجتماع الفرقة)، وإذا غاب المرشد الروحي، تنتقل هذه المهمة إلى الرئيس
وبعد تلاوة صلوات ختام الإجتماع يعطي المرشد الروحي الأعضاء بركته “إن المسيح قد أقام كهنوتاً لا ليقوم مقامه ولأجله فقط، بل ليكون، بطريقة ما، هو نفسه. أي أن المسيح يمارس بعض مظاهر سلطانه الإلهي بواسطة هذا الكهنوت. لذلك فالمودة والإحترام الواجب تقديمهما للكاهن، هما واجب يُوجّه رأساً إلى الكهنوت الأبدي، الذي يشترك فيه هذا الكاهن البشري.
(بنسون Benson: صداقة المسيح) “الكاهن هو ذلك ربّ المنزل، الذي في كل ساعة من ساعات النهار، من الفجر حتى المساء، يخرج إلى كل الأماكن العامة ليدعو فَعَلَة إلى كرم الرب. فبدون دعوته هذه، هناك خطر كبير بأن يبقى معظم الفَعَلَة ‘طَوالَ النَّهارِ بَطَّالين.’ متى ٢٠: ٦ (تشيفاردي Civardi) ٢. رئيس الفرقة ١. أول واجبات الرئيس أن يحضر إجتماعات المجلس المحلي التابعة له فرقته، فإن في ذلك إحدى الوسائل التي تجعل الفرقة متحدة إتحاداً وثيقاً بجسم المنظمة ٢. وهو الذي يرأس إجتماعات الفرقة، ويمسك بيده إدارة شؤونها. يوزّع الأعمال، ويتسلّم تقارير الأعضاء وبياناتهم. وعليه أن يتذكر أنه مُفوّض من قِبًل اﻠﻠﭽيو ماريا التي منحته الثقة الكاملة، لكي يُطبّق بأمانة وإخلاص نظامها بكل تفاصيله. والتقصير في هذه الأمانة يُعتبر خيانة للمنظمة. فجيوش هذا العالم تُعدّه غدراً، وتُنزل بمُرتكبيه أقسى العقوبات
٣. عليه أن يتأكد من أن غرفة الإجتماعات مجهزة من حيث الإضاءة والتدفئة والمقاعد ...إلخ، لكي تبدأ الإجتماعات في الوقت المعين لها ٤. عليه أن يواظب على بدأ الإجتماع في الوقت المحدد، وأن يقف في الوقت المعين لصلوات “السلسلة”، ويختتم الإجتماع أيضاً في الوقت المفروض. لذلك من المستحسن أن يضع الرئيس ساعة أمامه على المنضدة ٥. في غياب المرشد الروحي، عليه هو أن يقوم بكلمة الإرشاد (Allocutio) أو يُعيّن أحدهم للقيام بها ٦. عليه أن يدرّب ويشرف على أداء سائر الضباط خلال قيامهم بواجباتهم ٧. عليه دائماً أن يكون متنبهاً ليكتشف الأعضاء ذوي القدرات الخاصة، ليوصي بهم إلى المجلس المحلي كمرشَحين لمناصب الضباط الذين تفرغ مناصبهم، سواء كان ذلك في فرقته أو في أي مكان آخر. لأن فعالية الفرقة متعلق بتفوق ضباطها، فإنه لشرف كبير للرئيس أن يُعدَّ للمنظمة أناساً أهلاً للإدارة، فيضمن على هذا النحو مستقبل اﻠﻠﭽيو ماريا ٨. عليه أن يكون، لجميع زملائه في المنظمة، قدوة ومثالاً عالياً في الحياة الروحية والغيرة المسيحية، من غير أن يثقل عاتقه بأعمال يجب عليهم أن يقوموا هم بها. فلو فعل، لأظهر بالفعل غيرة مسيحية، دون أن يُقدّم لهم قدوة حسنة، لأنه بذلك يمنع أولئك المعنيون بالأمر، والذين هم بأمسّ الحاجة إلى القدوة الحسنة، من أن يسلكوا مسلكه. ٩. وعليه أن يتذكر أن التقارير المهموس بها والغامضة هي ألدّ أعداء الإجتماع. فعليه هو نفسه أن يتكلم بصوت واضح بحيث يُسْمَع صوته في جميع أرجاء الغرفة. فإذا تراخى في هذا الأمر، لا يلبث أن يلاحظ أن أعضاءه يدلون بتقاريرهم التي لا تكاد تُسمع من قِبَل الحاضرين، فيضعف الإجتماع ويفقد حيويته ١٠. من واجبه أن يحرص على أن يقدم كل عضو تقريراً مناسباً، فيُساعد الأعضاء الخجولين أو قليلي الخبرة منهم بأسئلة ملائمة وحكيمة، ويُعدّل تلك التقارير التى يخشى أن تأخذ رغم إمتيازها، جزءاً كبيراً من الوقت المتاح للإجتماع ١١. على الرئيس أن يكون كلامه قليلاً قدر المستطاع، توافقاً مع الإدارة الرشيدة لمجريات الإجتماع. ومعنى ذلك، عليه أن يأخذ وضعاً متوسطاً بين تطرفين. التطرف الأول هو الخاص بالإدارة بحيث يمتنع عن كل تدخل، سواء للتشجيع أو للتنبيه، فيترك للإجتماع أن يدير نفسه بنفسه. فتكون نتيجة ذلك إكتفاء بعض الأعضاء بتقديم بيانات مختصرة، بينما آخرون يسترسلون ولا يتوقفون أبداً. وبهذه المعادلة بين “الإختصار” “والإطالة”، يتبادر إلى الذهن أن الفرقة تقوم بإجتماعها وعملها ضمن الوقت المحدد. ولكن من غير الضروري القول، أن هذا الإتحاد بين خطأين لا يدل على عمل صحيح، كما أن الفوضى المستترة لا تدّل على نظام كامل
أما التطرف الثاني فيقوم على إفراط الرئيس في الكلام. هناك بعض الرؤساء يتكلمون بإنفعال شديد طوال الوقت، ولهذا فإنهم: (أ) يخصصون لأنفسهم وقتاً هو من حق سائر الأعضاء، (ب) ويحولون دون أن يبدي الأعضاء آراءهم، فيتحول الإجتماع إلى نظام المحاضرة، بدل أن يكون محاورة وتبادل آراء في “شؤون الآب” (لو٢ : ٤٩). (ج) والأكثر من ذلك، إن الإفراط في الكلام من قِبَل الرئيس، يطفىء حماس الأعضاء ويدخلهم في حالة خمول لا يعودون يشعرون معها بحاجة إلى فتح أفواههم. فيشكل هذان التطرفان بالفعل تدريباً سيئاً للأعضاء ١٢. على الرئيس أن ينمّى روح الأخوّة في الفرقة، لعلمه أن كل شيء يضيع إذا فُقدت هذه الروح. فيحافظ هو عليها بإبدائه أبلغ عواطف المودّة لكل فرد من أعضاء فرقته بلا إستثناء، وبشكل عام بإعطائهم قدوة صالحة في التواضع البليغ. عليه أن يتقبّل كلمات السيد المسيح: “ومَن أَرادَ أَن يكونَ الأَوَّلَ فيكُم، فَلْيَكُنْ لَكم عَبداً.” متى٢٠ : ٢٧ ١٣. على الرئيس أن يُشجّع أعضاءه على إبداء آرائهم ووجهة نظرهم، وعلى تقديم خدماتهم التطوعية في قضايا لم توكل إليهم، وهكذا يُنمّي فيهم حس الإهتمام بكل أعمال الفرقة ١٤. على الرئيس أن يتأكد بنفسه أن كل عضو في فرقته يقوم بعمله (أ.( بحسب روح المنظمة؛
(ب.( وضمن المسار الصحيح؛
(ج.( وأن كل الخير الذي تبغى المنظمة أن تحصده في كل قضية يتم تحقيقه على الأرض؛
(د.( وأن يعودوا إلى الأعمال القديمة من حين إلى آخر؛
(ھ.( وأن هناك روح مقدامة باقية حيّة في الأعضاء من خلال الدخول بشكل معتاد فى مشاريع وأعمال جديدة ١٥. وعليه أن يحاول الحصول من الأعضاء على كل ما بوسعهم تقديمه من جهود وبذل للذات في العمل. فإن إسناد مهمة صغيرة إلى عضو واسع القدرة وذي خبرة، ظلم فادح لذاك الذى قد أخذت أبديته تتشكل. إذ ما من أحد لن يأخذ الأمور ببساطة إذا تم تشجيعه على ذلك. فعلى الرئيس إذاً أن يحث كل واحد من الأعضاء جميعاً على المضي في خدمة الله الذي يطلب من كل خلائقه تقديم أقصى قدراتها ١٦. تكون أخطاء الفرقة عادة هي أخطاء رئيسها. فإذا غض الرئيس النظر وقبل بالتعديات الخاطئة، فإن هذه التعديات سوف تتكرر وتزداد سوءاً ١٧. وبما أن الرئيس يرأس الإجتماع نحو خمسين مرة في السنة، وأن قواه لا تفوق قوى البشر العادية، فمن الطبيعي أن يكون، في مناسبة أو أخرى، منزعجاً أو عصبيّ المزاج. فإن كان الوضع كذلك، عليه أن لا يُبدي شيئاً من إنزعاجه، فإن سرعان ما تتفشى عدوى المزاج السيء. فقد تبدأ بشخص واحد، ولا تلبث أن تصيب الآخرين جميعاً، خصوصاً وإن كان هذا الشخص فى السلطة ١٨. إذا شعر الرئيس أن فرقته تنزلق في منحدر التهاون وعدم الإكتراث أو قد فقدت روح العمل، فليتشاور في ذلك مع ضباط المجلس المحلي التابع له، ليجدوا الطريقة المثلى الواجب إتباعها؛ فإذا رأى هؤلاء أن الحل في أن يترك منصبه، عليه أن يقبل هذا القرار بتواضع، موقناً أن له فيه أوفر البركات ١٩. على الرئيس أن يقوم، كسائر الأعضاء، بواجبات عضويته بالقيام بأعمال الفرقة العادية. قد يبدو التصريح بهذه المادة في قانون المنظمة غير ضروري، إلا أن الخبرة تثبت عكس ذلك ٢٠. وأخيراً فليحرص الرئيس أن لا تنقصه أبداً هذه الصفات التي يصرّ عليها إحدى القيادات الكنسية في رسالة العلمانيين (الكاردينال بتساردو Pizzardo)، والتي يجب أن يتّسم بها كل رئيس أو قائد جماعة أو حركة كنسية، وهي؛ فضيلة الطاعة للسلطة الكنسية، روح التجرد، والمحبة والإتفاق مع سائر المنظمات الأخرى والأفراد المنتمين إليها “عندما تسلمت مسؤولية النفوس، بدا لي ولأول وهلة أن مهمتي تفوق قواي، فطرحت نفسي بين ذراعي الرب، مقتدية بالأطفال الذين إن داهمهم الخوف، يخفون وجوههم على صدر أبيهم؛ وصرخت: ‘يا رب، أنتَ ترى إني صغيرة جداً لإطعام أولادك، ولكن إذا كنت تريد بواسطتي أن تعطيهم ما يوافق كل منهم، فاملأ يدي الصغيرتين؛ ومن غير أن أترك مأمن ذراعيك، بل من غير أن ألتفت، سأوزع كنوزك وعطاياك على تلك النفوس التي تأتيني طالبة الغذاء. فإذا تذوقته وأعجبها، عَرفتُ أنّ لا فضل لي في ذلك بل لك؛ ولكن إذا إشتكت ووجدت أن ما أقدمه لها مرّاً، فلن أقلق أبداً، بل سأبذل جهدي لإقنعها بأن هذا الطعام هو منك، وسأمتنع من أن أبحث لها عن طعام آخر’
(القديسة تريزا الطفل يسوع) ٣. نائب الرئيس ١. من واجب نائب الرئيس أن يحضر إجتماعات المجلس المحلي التابعة له الفرقة ٢. عليه أن يرأس إجتماع الفرقة في غياب الرئيس. ولابد أن يكون مفهوماً أن هذا المنصب لا يعطيه أى حق في أن يخلف الرئيس في حالة شغور منصبه. والنصيحة التالية، مأخوذة من دليل جماعة القديس منصور دي بول، يمكن تطبيقها على نائب الرئيس في الفرقة المريمية: “إذا غاب الرئيس، ولا سيّما لبعض الوقت، فيكون لنائب الرئيس كل سلطاته، ويحل مكانه تماماً. ذلك لأن الجمعية أو المنظمة لا يمكنها أن تتعطل بسبب عضو واحد، فهذا ما يحدث إن لم يجازف الأعضاء بالقيام بأى شيء خلال غياب الرئيس. لذلك فهو ليس حق بل واجب على عاتق نائب الرئيس أن يقوم تماماً مقام الرئيس الغائب أو المتعذر حضوره، بحيث حين يعود الرئيس لا يجد أن كل شيء قد تدهور في غيابه. ٣. على نائب الرئيس بشكل عام أن يساعد الرئيس في إدارة شؤون الفرقة وأعمالها. ويعتقد بعضهم أنه لا يستطيع القيام بواجباته إلا في غياب الرئيس. وهذا إعتقاد خاطىء يصير كارثياً لا لنائب الرئيس فقط بل للفرقة أيضاً. والحقيقة هي أن على نائب الرئيس أن يؤازر الرئيس في عمله مؤازرة وثيقة. علاقتهما يجب أن تكون كعلاقة الأب والأم في البيت، أو كالقائد الأعلى ورئيس الأركان في الجيش. فمهمة النائب إذاً في أن يكمّل عمل الرئيس. إنه ضابط عامل في الفرقة، لا ضابط إحتياطي أو سلبي. أما مهمته في الإجتماعات فهي أن يشرف على تفاصيل كثيرة جداً قد يغفل عنها إنتباه الرئيس، لكنها ضرورية لحسن سير الفرقة ٤. وأهم واجباته هي الإهتمام بالعضوية. فيتعرّف على القادمين الجدد عند حضورهم الإجتماع لأول مرة، ويرحب بهم في الفرقة؛ يقدّمهم لسائر الأعضاء قبل الإجتماع أو بعده؛ يعيّن لهم عملاً، ويرشدهم فيما يتعلق بواجباتهم في المنظمة (بما في ذلك تلاوة صلاة السلسلة يومياً)، وأن يخبرهم عن وجود الرتبة البريطورية في العضوية المريمية بكل تفاصيلها ٥. عليه خلال الإجتماع أن يدون أسماء الحاضرين فى سجل الحضور ٦. وهو الذي يحفظ السجلات المتنوعة للأعضاء العاملين، والبريطوريين والمعاونين والمساعدين، فاصلاً ما بين الأعضاء المنتمين بشكل كامل إلى المنظمة، وأولئك الذين لا يزالون في فترة الإختبار. ويحرص على أن تتم زيارة الأعضاء المساعدين في نهاية فترة إختبارهم، فإن وجدهم أمناء على كل واجباتهم، حوّل أسماءهم إلى سجلات الدائمين ٧. وعليه أن ينبّه الأعضاء العاملين تحت الإختبار بأن مدة إختبارهم قاربت على الإنتهاء، وعليه أيضاً أن يأخذ التدابير الضرورية ليبرزوا وعدهم ٨. يتابع الأعضاء الذين تكرر غيابهم عن إجتماعات الفرقة، ويبذل جهده بالكتابة أو الزيارة أو بأي طريقة أخرى للحيلولة دون سقوط عضويتهم بالكامل. ومن الواضح أن بين فئة الأعضاء الثابتين وأولئك الذين يتركون العضوية فجأة بشكل غير ملائم، هناك فئة كبيرة متوسطة، تعتمد مثابرتها فى عضويتها على ظروف خارجية وعرضية كثيرة، ووجود ضابط لطيف يعتني بها، قد يساعدها على الحفاظ على عضويتها في اﻠﻠﭽيو ماريا. ولا ننسى أيضاً أن المحافظة على عضو قديم هو أكثر أهمية ﻠﻠﭽيو ماريا من إكتساب عضو جديد. وبذلك فإن هذا الضابط إذا قام بواجبه قياماً حسناً، يكون سبباً لأعمال صالحة عديدة، وإنتصارات روحية غزيرة، وتنشأ بذلك فِرَقاً جديدة، ويكون عمله هذا عملاً رسولياً من نوع خاص جداً ٩. عليه أن يحرص على أن لا يُهمل واجب الصلاة لأجل الأعضاء المتوفين. لقد تم تعريف هذا الواجب بمكان آخر في قسم خاص من هذا الدليل. ١٠. عليه أن يزور الأعضاء المرضى، أو يتأكد من أن تتم زيارتهم من قِبَل أعضاء آخرين
١١. عليه أن يشرف على جهود زملائه في ربح أعضاء مساعدين - ومعاونين بشكل خاص - ومواصلة العلاقات معهم “أبدت المبتدئات للقديسة تريزيا دهشتهن إذ يرونها تعرف أفكارهن، وكانت تجيبهن: “هوذا مفتاح السر. إني لا أبدي ملاحظة أبداً من غير أن أدعو العذراء القديسة. أطلب إليها أن تلهمني ما من شأنه أن يكون فيه أعظم الخير؛ وغالباً أندهش أنا نفسي من الأشياء التى أعلمكن إياها. فإني أشعرعندما أتكلم معكن بأننى غير مضلَلة فى إيمانى بأن يسوع هو الذي يكلمكن بلساني
(القديسة تريزا الطفل يسوع) ٤. أمين السر ١. يجب على أمين السر أن يحضر إجتماعات المجلس المحلي التابعة له الفرقة ٢. عليه يقع واجب حفظ محاضر إجتماعات الفرقة. وبإهتمام كبير عليه أن يُحضّرها، ومن ثم يقرأها بصوت واضح. فإن لهذه المحاضر أهمية كبيرة، سواء كان بصياغتها أو بطريقة قراءتها. إن قراءة متقنة للمحاضر، لا مطولة ولا مختصرة، والتي بالتأكيد كلفّت السكرتير جهداً عظيماً في إعدادها، لها تاثير حسن على باقي بنود الإجتماع، ونصيب عظيم في نجاحه ٣. على أمين السر أن ينتبه إلى أدواته إذا أراد أن يحصل على نتيجة حسنة. إنها لحقيقة، بحسب تركيبة العقل البشري، أنه حتى أفضل الكتّاب، عندما يكتب بقلم رصاص وعلى ورق رديء،لا تكون سجلاته ذات قيمة. فلتكتب المحاضر إذاً بالحبر الجيد أو تطبع، وتجمع فى سجل قيم ٤. إن قيام أمين السر بواجباته، لا يعفيه من القيام بعمله الإسبوعى الذي تفرضه الفرقة ٥. عليه أن يقدم للمجلس المحلي، وبلا تأخير، كل ما يطلبه من المعلومات، والبيانات الرسمية، وإليه توكل عادة مراسلات الفرقة. وعلى أمين السر أيضاً أن يتأكد من توفّر كميّة جيدة من الأدوات المكتبية في الفرقة. ٦. يستطيع رئيس الفرقة أن يوكل جزءاً من صلاحيات أمين السر إلى أعضاء آخرين في الفرقة “يقـول الإنجيل: ‘وكانَت أُمّـُه تَحفُظُ تِلكَ الأُمـــورَ كُلَّهـا في قَلبِها.’ (لو ٢ :٥١) لماذا لم تدونها على مخطوطة أيضاً؟ تسائل بوتيتشللي. ومن غير أن يفكر في تفسير هذا النص الإنجيلي رسم لنا لوحة جميلة تعبّر عن معاني الإعجاب والنشوة والعرفان: ملاك يقدم إليها المحبرة بيده اليمنى، ويسند باليسرى المخطوط الذي كتبت عليه نشيدها “تعظم نفسي الرب” بحروف مضيئة تتشابك مع الأزهار الجميلة. ويقف بجانبها طفلها المكتنز الوجنتين، يبدو وكأنه يقود بيده الصغيرة أنامل أمه، تلك الأنامل المضطربة، الحساسة، المفكرة التي يربطها دائماً الفنان الفلورنسي بشكل وثيق مع تعابير فكرته عن العذراء. والمحبرة أيضاً لها معنى هنا. فإنها وإن لم تكن من ذهب، ولا مرصّعة بالأحجار الكريمة، كالتاج الذي يرفعه الملائكة، ترمز هي أيضاً إلى المصير المجيد لسلطانة السماوات والأرض. هذه المحبرة تنبئ عمّا سوف تكتبه البشرية حتى منتهى الدهر، لإثبات ما أنبأت به آمة الرب المتواضعة بشأن تمجيدها
(فلوبرج Vloberg)
تضرعي لأجلنا يا والدة الله القديسة ... لكي نستحق مواعيد المسيح