الفصل الخامس والعشرون
شعار اللچيو ماريا ١. يحمل هذا الدليل على غلافه رسماً هو شعار اﻠﻠﭽيو ماريا. أمّا النسخة الأصلية، فقد رسمها فنان شاب لامع في دبلن، وقدمها هدية للمنظمة. وكما هو متوقع من عمل تُنعشه هذه الروح، فإنه يتجلى في رسم شديد الجمال والإيحاء، وهذا يمكن ملاحظته حتى في النُسخ الصغيرة ٢. إن هذه الصورة الأكثر إكتمالاً، تُمثل فى الحقيقة تعبيراً مدهشاً عن أشكال الإكرام فى اﻠﻠﭽيو ماريا ٣. في الرسم تظهر أيضاً صلوات اﻠﻠﭽيو ماريا. فالإبتهال والصلاة إلى الروح القدس والمسبحة الوردية، التى تتضمن الصلوات الإفتتاحية، ويُشار إليهما برسم الحمامة التي تظلل العذراء مريم، وتملؤها من نور ونار محبته. بهذه الصلوات يُكرّم أعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا لحظة البشارة، التي تعتبر محوراً لجميع الأزمنة. ففيها تعلن مريم قبول تجسد الإبن فيها، والتي بها تصبح أم الله، وأم النعمة الإلهية على حد سواء. لذلك يرتبط أبناؤها أعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا بها بواسطة المسبحة الوردية، متخذين أقوال البابا بيوس التاسع كحافز لهم: “لو كان لي جيش يتلو المسبحة لفتحت به العالم بأسره” وهناك أيضاً إشارة إلى العنصرة، يوم أصبحت مريم قناة لفيض مواهب الروح القدس. ذلك اليوم هو يوم ولادة الكنيسة المقدسة لبدء رسالتها العلنية. وبعلامات محسوسة أعلن الروح القدس الكنيسة وملأها من النار الرسولية المزمعة أن تُجدّد وجه الأرض. “وبشفاعة مريم العظيمة القدرة نالت الكنيسة الناشئة يوم العنصرة فيضاً عجيباً من مواهب روح الفادي الإلهي” (جسد المسيح السري، البابا بيوس الثاني عشر، ١٩٤٣ - ١١٠)، وبدونها لا تشتعل هذه النار في قلوب الناس ٤. أما السلسلة فهي ممثَلة، كما يشير إليها إسمها، بالسلسلة التى تحيط بالرسم. وما يزيد الأيقونة جمالاً هو رسم مريم مشرفة كالصبح، جميلة كالقمر، مختارة كالشمس، مرهوبة كصفوف الجيوش التي تتهيأ للمعركة. وهي تحمل على جبهتها نجماً ساطعاً، علامة على أنها نجمة الصبح الحقة، التي غمرتها أنوار نعمة الفداء منذ يوم ظهورها للوجود، والتي تبشّر بفجر الخلاص أما نشيد العذراء “تعظم نفسي الرب” وهو الفكر الحاضر على الدوام فى ذهن مريم، فقد صُوّر من خلال رسم آيته الأولى بشكل ملائم بحروف من نار فوق رأس العذراء. إن نشيد العذراء يتغنى بإنتصار تواضعها. فإرادة الله الآن، كما كانت من قبل، أن تكون إنتصاراته معتمدة على عذراء الناصرة المتواضعة. وهو لا يزال يتمم عظائم لمجد إسمه القدوس من خلال عمل المتحدين بها أمّا الآية والإجابة عليها فهي الخاصة بعيد الحبل بالبتول بلا دنس، وهو إكرام أساسى بالنسبة ﻠﻠﭽيو ماريا، وقد عبّر عنها الرسام بسحق الحية. والكلمات التي وضعها في الإطار تشير إلى المرجع ذاته*: “وأَجعَلُ عَداوةً بَينَكِ وبَينَ المَرأَة وبَينَ نَسْلِكِ ونَسْلِها فهُوَ يَسحَق رأسَكِ” (تك ۳: ١٥). فالرسم يبيّن هذه الحرب الدائمة: بين مريم والحيّة، وبين نسل مريم ونسلها، وبين اﻠﻠﭽيو ماريا وقوى الشر التى تتقهقر متشرذمة بالهزيمة إن صلاة السلسلة هي صلاة مريم، وسيطة جميع النعم، أم الله وأم كل البشرية وفي أعلى اللوحة يوجد رسم الروح القدس مانح كل العطايا الصالحة: وفي أسفلها، الكرة الأرضية محاطة بالأخيار والأشرار، وتمثل عالم النفوس: وبين الإثنين، مريم الممتلئة نعمة، تضطرم بالمحبة، هي القناة العامة للشفاعة، والمُوزِعة لنعم الروح القدس. وهي ستغمر أولاً أبناءها الصادقين الأمناء بالنعم، أولئك الذين على مثال القديس يوحنا، الذين إتكأوا على قلب يسوع وإختاروها بمحبة أمّاً لهم. أما الكلمات المرسومة في إطار اللوحة: “أيتها المرأة، هذا إبنك... هذه أمك” (يو١٩: ٢٦-٢٧) إنما تشير إلى أمومة العذراء المُعلَنة وسط أوجاعها التي لا تُوصَف على جبل الجلجثة ٥. صلوات الختام مُصَورة في كل خط من خطوط اللوحة. فاﻠﻠﭽيو ماريا مُمَثَلة فيها في جيش لا حصر له يتقدم للقتال بقيادة سلطانته، حاملاً رايتها، “الصليب بيمناهم، والمسبحة الوردية بيسراهم، وفي قلوبهم حُفِرَ إسما يسوع ومريم، وفي سلوكهم وداعة يسوع المسيح وتضحيته” (القديس لويس ماري دي مونفور). إنهم يطلبون في صلاتهم إيماناً يرفعهم إلى درجة تفوق الطبيعة فى جميع أهداف حياتهم وأعمالهم، ويجعلهم قادرين على العمل بجرأة من أجل المسيح الملك. وهذا الإيمان مُمَثَل في عمود النار الذي يصهر قلوب كل أعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا جميعاً في قلب واحد. ويقودهم إلى الإنتصار، وبلوغ أرض الميعاد الأبدية. ويسكب أثناء سيره، لهيب الحب الإلهي المحيي. هذا العمود الناري، هو مريم التي خلصت العالم بإيمانها (“طوبى لِمَن آمَنَت.” (لو ۱: ٤٥)الكلمات التي في الإطار)، والتي هي الآن، تقود جميع مباركيها إلى الطريق الصحيح، بعيداً عن الظلمة المحيطة بالعالم. إلى أن يحل عليهم بهاء الرب الإله ٦. تنتهي الصلوات بإشارة صريحة إلى أعمال اﻠﻠﭽيو ماريا ثم إلى نداء الأبدية، عندما يجتمع أعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا الأمناء متكاتفين، دون أن يفقدوا منهم أحد، ليقبلوا إكليل مجد عضويتهم غير القابل للفساد في ذات الوقت: تُرفَع الصلاة من أجل الذين كفوا عن الجهاد، الراقدين على رجاء القيامة المجيدة، فقد يكونون بحاجة إلى مساعدة رفاقهم وصلواتهم “نقرأ في أسفار العهد القديم أن الرب كان يقود شعبه من مصر إلى أرض الميعاد: “نهاراً بواسطة عمود من الغمام، وليلاً بواسطة عمود نار” (خر١٣: ٢١). فهذا العمود العجيب، الذي كان تارة غمامة وتارة لهيباً، يُمثل رمزاً لمريم ولمهامها المتنوعة التي لا تزال تقوم بها نحونا”
(القديس ألفونس ليجوري Alphonsus Liguori) * “Inimicitias ponam inter te et mulierem et semen tuum et semen illius; ipsum conteret caput tuum” (Gen 3 :15 ) تك۳: ١٥ “Mulier, ecce filius tuus: . . . Ecce mater tua.”
(Jn 19:26-27) يو ١٩: ٢٦-٢٧ “Beata quae credidit.”
(Lk 1 :45) لو۱: ٤٥
تضرعي لأجلنا يا والدة الله القديسة ... لكي نستحق مواعيد المسيح