الفصل الثامن والعشرون
إدارة اللچيو ماريا ١. مبادىء تنطبق على جميع الجهات الإدارية ١. يقوم على إدارة اﻠﻠﭽيو ماريا، محلياً ومركزياً، مجالس يكون واجبها فى مناطق مسئوليتها ضمان وحدة المنظمة، وصون المُثل العليا الأصيلة ﻠﻠﭽيو ماريا، وحفظ سلامة روح اﻠﻠﭽيو وقوانين وأسلوب العمل المُوضَحة في دليلها الرسمى، ونشر المنظمة وتوسيع نطاقها
تكون اﻠﻠﭽيو ماريا جيدة في أي منطقة، بالقدر الذى تطمح إليه مجالسها الإدارية
٢ على المجالس كلها أن تعقد الإجتماعات بشكل منتظم ودورى، والقاعدة العامة أن تُعقَد هذه الإجتماعات مرة في الشهر على الأقل
٣. تكون الصلوات، والمكان وترتيب هذه الإجتماعات موافِقة تماماً لما فُرِضَ لإجتماعات الفرقة ما عدا ما يلي: (أ) لا يُفرَض وقت محدد للإجتماع؛ (ب) ليس هناك حاجة لقراءة التعليم الدائم؛ (ج) تكون اللمة السرية حرة إختيارية
٤. من الواجبات الرئيسية على كل مجلس إداري أن يكون خاضعاً للمجلس الأعلى منه
٥. لا تنشأ فرقة أو مجلس بدون تصريح رسمى من المجلس الأعلى رتبة أو من مجلس القيادة العامة (الكونشيليوم)، أو بدون موافقة السلطة الكنسية المختصة.
٦. يحتفظ أسقف الإيبارشية ومجلس القيادة العامة كلّ بمفرده بحق حل أي فرقة أو مجلس إداري. وبعد هذا الحل لا تعود الفرقة أو المجلس الإداري يشكلان جزءاً من اﻠﻠﭽيو ماريا.
٧. لكل مجلس إداري، كاهن كمرشد روحي - تُعَيّنه السلطة الكنسية المختصَة - وللمدَة التي تحددها هي. ويتمتع هذا المرشد بسلطة حاسمة في كل الشؤون الدينية والأدبية التي تُطرح في إجتماع المجلس. كما له حق التوقيف المؤقت (اﻟﭭيتو) لكل إجراءات المجلس ريثما يصدر قرار حاسم من السلطة التي عيّنته للمرشد الروحي رتبة ضابط في المجلس، وعليه أن يدعم كل سلطة شرعية فى اﻠﻠﭽيو ماريا
٨. لكل مجلس رئيس، ونائب رئيس، وأمين سر، وأمين صندوق، وغيرهم من الضباط، إذا وافق المجلس الأعلى رتبة على ضرورة وجودهم. يجب إنتخابهم للخدمة لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد، وذلك من خلال إعادة إنتخابهم لنفس المناصب، ولمدة ثلاث سنوات أخرى (بإجمالى ست سنوات). أما عضو اﻠﻠﭽيو ماريا الذي إنتهت مدة مهمته فلا يجب أن يكمل القيام بما كان قد أُوكل إليه عمله إذا لم يكمل الضابط، لأي سبب كان، الدورة الأولى لخدمته والتي مدتها ثلاث سنوات، فيجب معاملته وكأنه قد أكمل السنوات الثلاث إعتباراً من يوم تركه لمنصبه. خلال مدة صلاحية منصبه، يحق أن يتم إنتخابه لدورة أخرى مدتها ثلاث سنوات، وتُعتَبر هذه دورة ثانية. إذا لم يكمل الضابط ثلاث سنوات الدورة الثانية، يجب أن يُعتبر وكأنه أنهى مدة السنوات الستة في التاريخ الذي يُخلي فيه منصبه. أما إذا ما أكمل الضابط الدورة الثانية، فيجب أن تنقضي فترة فاصلة مدتها ثلاث سنوات قبل أن يحق إنتخابه للمنصب ذاته في نفس المجلس. ولا توجد حاجة إلى إنقضاء هذه الفترة الفاصلة، إذا ما كان الضابط سيقوم بمنصب آخر في المجلس ذاته، أو أي منصب ضابط في أي مجلس آخر قد يُطرح
على كل ضابط في المجلس أن يكون عضواً عاملاً في فرقة ويخضع للتعليم الدائم
٩. إن رفع المجلس الإدارى إلى درجة أعلى (مثلاً، من مجلس محلى إلى مجلس أعلى، وهكذا)، لا يؤثر في مدة خدمة الضباط الحاليين
١٠. يُنتَخَب ضباط المجلس المحلي في إجتماع عادي للمجلس من قِبَل أعضاء المجلس الحاضرين (أي ضباط الفِرَق التابعة للمجلس مباشرة، ضباط أى مجالس تابعة مباشرة للمجلس، وأي ضباط منتخبين من المجلس). ولكل عضو فى اﻠﻠﭽيو ماريا الحق في الترشُح. وإذا تم إنتخابه ولم يكن من أعضاء المجلس، فإنه يصبح عضواً بحكم منصبه ex officio. إن أي إنتخاب للضباط، يبقى خاضعاً لإعتماد المجلس الإداري الأعلى. ويستطيع الأشخاص المنتَخَبون أن يباشروا الإهتمام بمسؤوليات مناصبهم ريثما يتم تثبيتهم.
١١. يتم الإعلان للأعضاء عن فتح باب الترشيح وإقامة إنتخابات، في الإجتماع الذي يسبق مباشرة ذلك الخاص بالإنتخاب، إذا كان ذلك ممكناً. ومن المُحَبذ أن يتم تعريف المُرشَحون بالمهام التي تتعلق بالمنصب.
١٢. يجوز - بفطنة وإحتراز - التعليق على مدى ملائمة المُرشَحين. كما يجوز أيضاً لضباط المجلس الإدارى، إذا كانوا كلهم على إتفاق بشأن أهلية أحد المُرشَحين، أن يعلنوا كجسم إداري أنهم يوصون بهذا المُرشَح. إلا أن هذه التوصية لا تمنع تقدم مُرشَحين آخرين ولا يمكنها أن تحول دون إجراء الشكل الكامل للإنتخابات
١٣. يكون الإنتخاب بالإقتراع السري. أما طريقة الإنتخابات فتكون على النحو التالي
يُجري الإقتراع على كل منصب بمفرده، إبتداءً من المنصب الأعلى ثم بترتيب تنازلى. يتم إعلان إسم كل مُرشَح بشكل رسمى وتعضيده. فإذا كان هناك إسم واحد قد تم ترشيحه، فمن البديهى أنه لا داعي لإجراء الإقتراع. أما إذا كان هناك مُرشحَين أو أكثر قد تم ترشيحَهم وتعضيدهم، فيجب أن يتم الإقتراع. ويُعطى أعضاء المجلس الحاضرون، والذين لهم حق التصويت (بما فيهم المرشدين الروحيين) ورقة الإقتراع. ويجب الإنتباه إلى هذا المطلب الأخير، حيث إن أعضاء المجلس فقط هم الذين يحق لهم التصويت. وتُطوى أوراق الإقتراع بعد تعبئتها بعناية. ثم يجمعها المدقِقون فى صحة الإنتخابات. ولا يجوز أن يظهر إسم الناخب على ورقة الإقتراع
فإذا ظهر عند الفرز أن أحد المرشَحين حصل بشكل واضح على أغلبية الأصوات المطلقة - وهو عدد أصوات يفوق مجموع الأصوات التي حصل عليها سائر المُرشَحين الآخرين - يُعلَن إنتخاب هذا المُرشَح. وإذا لم يحصل أحد المُرشَحين على تلك الأغلبية المطلقة، تُعلَن نتيجة الإقتراع ويُعاد الإقتراع مرة أخرى على نفس المُرشَحين. فإذا لم يحصل أحد، في هذا الإقتراع الثاني، على الأغلبية المطلقة، يُلغى المُرشَح الذي حصل على أقل عدد من الأصوات، ويُعاد الإقتراع على المُرشَحين الباقيين. أما إذا كان الإقتراع الثالث غير مُجدٍ، تتواصل الإقتراعات والإلغاءات إلى أن يحصل أحد المُرشَحين على أكثرية الأصوات المقتضاة
ولا يمكن إستخدام طرق غير نظامية فى الإنتخاب بحجة أنه إنتخاب ضباط لمؤسسة روحية. بل يجب أن تُجرى هذه الإنتخابات بشكل صارم وفق الأصول، حيث يراعى الإلتزام بسرية ورقة الإقتراع الفردي
ومن الضروري أن يتم إدارج جميع سجلات الإنتخاب، بما فيها أسماء مُقدمى الترشَيح، والمُعضِِدين، وعدد الأصوات التي حصل عليها كل مُرشَح (في حال وجود أكثر من مُرشَح واحد) في محضر الإجتماع، وأن تُسَلَم إلى المجلس الإداري الأعلى للمصادقة عليها
١٤. إن ممثلي الفرقة أو المجلس لدى المجلس الإداري الأعلى هم ضباطه
١٥. لقد أثبتت التجربة أن تعيين المراسِلين هي الطريقة الأكثر فاعلية، حتى يتسنّى للمجلس الإدارى الأعلى أداء وظائفه للإشراف على المجالس البعيدة المنضمّة إليه. وعلى المراسِل أن يكون على إتصال دائم بالمجلس. كما وعليه تحضير تقرير من محاضر الإجتماعات التي يتسلمها شهرياً ليقدمه إلى المجلس الإدارى الأعلى خلال إجتماعه عندما يُطلب منه ذلك. يقوم المراسِل بحضور إجتماعات المجلس الإدارى الأعلى ويشترك في محضر الجلسة، ولكن لا يحق له التصويت، إلا إذا كان عضواً في المجلس الإدارى الأعلى
١٦. بعد موافقة المجلس، يُسمح لأشخاص آخرين سواء كانوا أعضاء فى اﻠﻠﭽيو ماريا أو من خارجها، بحضور إجتماعات هذا المجلس بصفة زائرين، لكن من غير أن يكون لهم حق التصويت. على أن يلتزم هؤلاء الأشخاص بالسرية حول ما يدور في الإجتماع
١٧. إن المجالس الإدارية في اﻠﻠﭽيو ماريا هي: المجلس المحلي (Curia كوريا)؛ المجلس الأعلى (Comitium كوميسيوم)، المجلس المركزى (Regia رﻴﭽيا)، المجلس الإقليمى (Senatus سيناتوس)، مجلس القيادة العامة (Concilium Legionis كونشيليوم ليجونيس) ويمكن أن تُضاف مجالس أخرى تُنشأ وفقاً لقوانين المنظمة
١٨. إن الأسماء اللاتينية التي أُطلِقَت على كل من هذه المجالس توافق المهام والوظائف التي تقوم بها
فى اﻠﻠﭽيو ماريا، مريم هي سلطانة. وهي التي تدعو فرقها إلى الجهاد المجيد، وهي التي تأمرهم في الميدان، وتلهمهم، وتقودهم شخصياً إلى النصر. هذه خطوة طبيعية تقوم بها الملكة تجاه مجلسها الخاص، “مجلس القيادة العامة”، الذي يمثلها بشكل منظور ويشترك معها في الإشراف على كل الكيانات الإدارية الأخرى في اﻠﻠﭽيو ماريا وفي إدارتها.
إن المجالس الخاصة بالمناطق تكون بشكل أساسى كيانات ذات تمثيل، بينما المجالس الأعلى تكون كذلك بشكل أقل، نظراً للإستحالة العملية لضمان الحضور بتمثيل كامل لإجتماعات المجالس الإدارية العادية، تلك التي تمثل مناطق واسعة. لذلك فإن ألقاب “المجلس المحلي Curia”؛ “المجلس الأعلى Comitium”، و”المجلس المركزى Regia”، و”المجلس الإقليمى Senatus”، تُبين طبيعة، ووضع الأجهزة الإدارية الخاصة بهم، ويكونون ملائمين للمناطق المخدومة.
١٩. يمكن أن يجمع المجلس الأعلى إلى مهامه ووظائفه الخاصة، وظائف مجلس أدنى. فالمجلس الإقليمي مثلاً يمكنه أن يقوم بمهام مجلس محلي. وقد يكون هذا الجمع للوظائف نافعاً للأسباب الآتية
(أ.( عادة يكون نفس الاشخاص هم المعنيين بإدارة المجلس الإدارى الأعلى وكذلك المجلس المحلي. فإذا كان من الممكن ضم الإجتماعين في إجتماع واحد يخدم أهداف المجلسين، كان في ذلك توفيراً لأعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا
(ب.( وهنالك إعتبار أهم. إن التمثيل الطبيعى في المجلس الإدارى الأعلى يأتي من منطقة واسعة، ولذلك قد يصير مستحيلاً ضمان حضور جميع الأعضاء للإجتماعات المنتظمة المتعددة التي يجب عقدها. فينتج عن ذلك أن فريقاً صغيراً من الأعضاء المخلصين، يجدون أنفسهم مثقلين بمسؤوليات جسيمة، وبعمل ضخم. فيكون حتمياً أن يتم التهاون فى أداء العمل، أو تركه وإهماله، مسبباً ضرراً جسيماً للمنظمة.
فالجمع بين وظائف مجلس إدارى أعلى ومجلس إدارى أدنى يضمن حضوراً واسعاً ودائماً للأعضاء. وهؤلاء لا يقومون فقط بالواجبات الخاصة بالمجلس الإدارى الأدنى، بل سيهتمون بعمل المجلس الإدارى الأعلى ويتمرنون عليه. فيصبح ممكناً فيما بعد إدراجهم في الأعمال الأكثر أهمية من إشراف، وإنتشار، وفي أعمال المجلس الأعلى الكتابية.
وقد يعترض بعضهم بأن الإلتجاء إلى هذه الوسيلة قد يعني تسليم الحكم في منطقة واسعة إلى جهاز، هو فعلياً مجلس محلي. وأن هذا لمُضَلِل. حيث إن هذا المجلس المحلي هو مجرد نواة لهذا المجلس الأعلى الذى يلائم المنطقة. لذلك فإن من واجب الممثلين لكل مجلس منضم، أن يحضروا ويقوموا بذلك دون شك بضمير يقظ وبكل ما يمتلكون من قدرة. أما الإقتراح البديل فهو أن المجلس الأعلى يجب أن يعمل بشكل منفصل ويكتفى لنقل فرضاً بأربعة إجتماعات في السنة. وبهذه الوسيلة سيتمكن عدد كبير من الممثلين من الحضور. إلا أن هذا الإقتراح فى الحقيقة الذي يبدو في مصلحة الإدارة الممثلة، لهو بعيد كل البعد عن الواقع. فهذا يعني أن ذلك المجلس الأعلى يضطر إلى أن يترك لضباطه مهمة القيام بوظائفهم إثناء الفترات الطويلة بين إجتماع وآخر. فلا تكون مهمته الإدارية في تلك الفترة إلا إسميّة فقط. ونتيجة لذلك فإن أعضاء ذلك المجلس يفقدون عاجلاً الشعور بمسؤولياتهم ويتهاونون في الإهتمام بعملهم
كما أن مجلساً لا يجتمع إلا نادراً، يميل إلى أن يصبح كمؤتمر لا مجلساً. ولا تكون له الصفات اللازمة للإدارة، وأهمها الحس بمواصلة العمل والقرب الذهني من العمل الإداري ومشاكله.
٢٠. لكل عضو في اﻠﻠﭽيو ماريا حق الإتصال شخصياً بمجلسه المحلي أو بأي مجلس إدارى أعلى في اﻠﻠﭽيو ماريا. ولكن عندما يبحث ذلك المجلس الإداري في الأمور التي تُعرض عليه، يجب أن يتصرف بفطنة وبالتأكيد بكل الإحترام الواجب لموقف وحقوق أى كيان فى اﻠﻠﭽيو ماريا خاضع لإدارته
وقد يعترض بعضهم بأن الخروج عن قنوات الإتصال العادية للإتصال بالمجالس العليا، أي من خلال الجهة المباشرة (الفرقة أو المجلس المحلي المباشر الذي ينتمي إليه العضو)، إنما يدل على عدم الإنتماء والإخلاص. وهذا غير صحيح. ولا بد من مواجهة الحقيقة حيث إنه، ولأسباب عديدة، يمتنع بعض الضباط عن إطلاع المجالس العليا على مسائل يجب أن يُبلِغوا عنها. وهنا، وإن لم تكن هناك طرق أخرى مفتوحة لتلقّي المعلومات، تُحرم هذه المجالس من المعرفة الضرورية. فلكل مجلس الحق بأن يعرف كل ما يجري في المنطقة الواقعة ضمن نطاق مسؤوليته. وبدون هذا الحق لا يستطيع أن يقوم بوظيفته كما ينبغي، فيجب إذاً إحترام هذا الحق الجوهري وصيانته
٢١. إن المساهمة فى التدعيم المالى للمجلس الإداري الأعلى التالى مباشرة هى واجب مفروض على كل كيان فى اﻠﻠﭽيو ماريا. بالنسبة لهذا الأمر راجع الفصول ٣٤ و ٣٥.
٢٢. من المميزات الجوهرية لأي مجلس في اﻠﻠﭽيو ماريا، المناقشة الحُرة والصريحة حول شؤونها ومصاعبها. فالمجلس ليس مجرد جهاز للمراقبة وإتخاذ القرارات، بل هو مدرسة للضباط. فكيف يمكن أن يبرع هؤلاء إن لم تقم في المجلس مناقشات وجدال، تُعلَن فيها مبادئ اﻠﻠﭽيو ماريا وأهدافها السامية، إلخ؟ ومن أصول المناقشة أن تكون عامة. ولا يصح أن يتحول المجلس مسرحاً يقوم بالتمثيل عليه فئة صغيرة أمام متفرجين صامتين. إن المجلس لا يقوم بعمله على أكمل وجه، إلا إذا إشترك جميع أعضائه في عمله. فالعضو الذي لا يقوم بعمل في المجلس، ولا يلعب دوراً حيوياً فيه، لا يُعتبر عضواً فاعلاً. فمن خلال الإصغاء، قد يستفيد شيئاً من المجلس لكنه لا يُفيده. في الحقيقة إن هذا العضو يمكن أن يغادر المجلس خالي الذهن، وذلك بسبب الحقيقة النفسية بأن الخمول يُوّلد بلادة الذاكرة. إن العضو الصامت في العادة يشبه خلية خاملة من خلايا مخ الإنسان، أو جسمه التي لا تعطي الجسم ما هى ملتزمة بأدائه، فهي تخون وظيفتها وتكون خطراً على الجسم كله. ومن المحزن أن يصبح أحد الأعضاء خطراً على منظمة اﻠﻠﭽيو ماريا، التي يرغب بشدة فى خدمتها. فالجمود حيث يكون العمل بحاجة إلى حيوية يكون كالتسوس، والتسوس في طبيعته يميل إلى الإمتداد والإنتشار
لذلك، على سبيل المبدأ، يجب ألا يكون هناك أي عضو خامل. بل على كل عضو أن يشارك بشكل كامل في حياة الجسم، ليس بحضوره وإنتباهه فقط، بل بمحاوراته أيضاً. وقد يبدو مضحكاً القول، رغم أنه في محله: يجب على كل عضو أن يشارك ولو بملاحظة واحدة في السنة. إن الأشخاص الخجولين يجدون في كل شيء مانعاً لهم من الكلام. لذلك يجب أن يتغلبوا على ترددهم، وأن يمارسوا شيئاً من الشجاعة التي تطلبها اﻠﻠﭽيو ماريا من جنودها في كل ظرف
وهناك رد واضح وسريع على ما سبق، إنه قد يكون من المستحيل أن يتكلم كل فرد فى الوقت المتاح في الإجتماع؛ والوضع هو كذلك بلا شك. لكن لنترك التعامل مع هذه المشكلة عند وقوعها. فالمشكلة في العادة هي على خلاف ما ذُكر. تحديداً، قلة إشتراك الأعضاء، حيث تأتي المشاركة بأكملها من حفنة من المتكلمين المتصلبين. وفي بعض الأحيان فإن بلاغة عدد ضئيل تغطّي صمت سائر الأعضاء. وكثيراً ما يؤدي إفراط الرئيس في الكلام، وإسترساله فيه إلى قمع كل الآخرين. أما الخوف الأعظم فهو من التأثير الخانق للصوت المنفرد. وقد يبرر الرئيس نفسه ذلك بحجة أنه إن لم يتكلم فإن صمتاً مميتاً سيسود الإجتماع. قد يكون ذلك صحيحاً، ولكن عليه أن لا يخشى برهة الصمت. إذ ربما يكون هذا الصمت أبلغ دعوة للأعضاء لإستعادة الحياة في الإجتماع من خلال مداخلتهم الصوتية. وقد يكون مشجِعاً للأعضاء الأقل جرأة على الكلام، إذ يشعرون أن هذه هي لحظة تدخلهم، إذ إنهم بتدخلهم في هذه الفترة لا يمنعون أحداً من الكلام
يجب أن يأخذ الرئيس على نفسه سياسة بألا يقول إلا الكلمة الضرورية فقط. وعليه أن يتفحص طريقة قيادته للإجتماع من هذا المنطلق
٢٣. لمساعدة الإجتماع، لا تتحدث بلهجة تحدٍ في المجلس، ولا تسأل سؤالاً دون أن تشير إلى مفتاح الجواب، ولا تثير صعوبة دون أن تحاول إيجاد الحل لها. وأن يعلم الجميع أن السلبية ليست سوى الخطوة الأولى نحو الصمت المدمّر
٢٤. إن كسب وإستمالة الغير إلى رأي ما، لا فرضه عليهم يجب أن تكون الفكرة الرئيسية لأي إجتماع في اﻠﻠﭽيو ماريا. لأن الحصول بالقوة على قرار عاجل يُخشَى أن يخلق حزبين في الفرقة؛ الأقلية والأغلبية المنتصرة، فتسود آراؤهما المتباينة مشاعر الغيظ والعناد. من جهة أخرى، فإن القرارات إذا ما إتخذت بعد بحث متأنى وتبادل الأفكار والآراء، فإن الجميع يقبلون بها وتكون الفئة الخاسرة رابحة ثواباً في خسارتها، ولا يفقد الرابحون ثوابهم بإنتصارهم.
وإذا نشأت خلافات في الرأي، يجب على الأكثرية الظاهرة أن تبدي صبراً كاملاً وطول أناة. فقد تكون الأكثرية على خطأ، فيكون شيئاً محزناً أن تتمخض عن موقف غير صحيح. فالأفضل، إن أمكن، أن يؤجل القرار الحاسم إلى إجتماع مُقبِل، وربما لأكثر من مرة، ليُتاح فحص الموضوع بشكل أدق. فيطَلع الأعضاء على الموضوع ويدرسونه من كل جوانبه، وأن يتعلموا أن يصلوا لينالوا النور. كما ويجب إقناعهم أن الهدف ليس ترجيح رأي على آخر، بل أن يُبحث بتواضع عن مشيئة الله في المسألة التي يدور النِقاش حولها. وهكذا يمكن في أغلب الأحيان الوصول إلى إجماع على رأي
٢٥. إذا كان حفظ الوئام والإتفاق في الفرقة، حيث مجالات الخلاف فى الرأى نادرة، يحتاج إلى السهر بإنتباه، فإن تطبيق ذلك على المجالس لهو في غاية الأهمية للأسباب الآتية
(أ.( لأن أعضاء المجالس هم أقل إعتياداً على أن يعملوا سوياً
(ب.( إن الإختلافات في الآراء كثيرة، ومن هنا تكون أبرز مهام المجالس أن تُوفِق وجهات النظر. فتداول الأعمال الجديدة، والجهود التي تُبذل لرفع المستوى الروحي، والنهوض بالشؤون النظامية بوجه عام، والنِقاش حول النقائص في العمل كلها تساعد على نشوء إختلاف في وجهات النظر والآراء وقد تتطور هذه الآراء المختلفة لتأخذ شكلاً ليس حسناً.
(ج.( عندما يحضر عدد كبير من الأعضاء إجتماعاً، يكون من السهل أن يظهر بعضهم، الذين بالرغم من كونهم عاملين ممتازين، فإنهم يُعتَبَرون “من ذوى الأهواء الغير قويمة”. فهؤلاء يمارسون تأثيراً شديد السوء على الجماعة. فقدرتهم على العمل تلبسهم نفوذاً وإنصياعاً لهم من قِبَل الآخرين. وهم يخلقون جواً من النزاع يتبعه شعور بالإستياء. وفي النهاية بدلاً من أن يكونوا قدوة لمن هم أدنى رتبة منهم، ويقدمون درساً في الأخوّة وطريقة القيام بالعمل، يكونون سبب عثرة ومثلاً رديئاً لجميع الأعضاء. فيكونون كقلب يضخ حامضاً لاذعاً في الدورة الدموية ﻠﻠﭽيو ماريا
(د.( غالباً ما يحدث ميلاً لمهاجمة مجلس مجاور أو مجلس أعلى بدافع من مشاعر إخلاص زائفة، وذلك بزعم أن هذه المجالس تتجاوز سلطاتها، أو تسلك سلوكاً غير لائقاً. (وما أسهل الشكوى بأسلوب حاذق، وما أسهل أن تصدق!)
(ﻫ) “لا يجتمع البشر بعدد كبير من غير أن تظهر الأهواء، والإرادة الشخصية، والكبرياء، والشك، والتي تكمن بنسب متفاوتة في كل واحد منهم، تتفجر إلى شعلة وتصبح مكوناً من مكونات وحدتهم. حتى عندما يكون الإيمان ساكناً فى كل الشعب، وحتى لو كان أناس متدينين يتلاحمون لأهداف دينية، فلا يكادون يجتمعون حتى يظهر ما فيهم من ضعف بشري، في روحهم وسلوكهم وأقوالهم وأعمالهم، وهم في ذلك على نقيض كامل من البساطة والإستقامة المسيحية. ذلك ما يسميه بعض المؤلِفين المُلهَمون “العالم” ويحذرونا منه. إن وصفهم له ينطبق بدرجات مختلفة على كل الجماعات والأحزاب البشرية، الأغنياء والفقراء، المواطنين، وذوي المهن، وبين العلمانيين والإكليروس”
(الكاردينال الطوباوى نيومن: في العالم)
تلك كلمات مذهلة، ولكنها تأتى من مفكر ثاقب البصيرة. القديس غريغوريوس النزيانزني قد فاه بالمعنى ذاته مستخدِماً كلمات مختلفة. عندما نحللها، ما يبدو شديد الغرابة هو جملة تعلن ذاتها فى الآتى: ذلك “العالم” تنقصه المحبة، تلك المحبة ضعيفة فينا، ويغطي هذا الضعف إلى حد ما صلات القرابة والمودّة والصداقة (التي هي خاصة بأعداد صغيرة). وكلما كَبُرت الجماعة ظهر روح الإنتقاد والإختلاف في عملها، إن الضعف فى تلك المحبة تعلن عن ذاتها بأشد العواقب ضرراً. قال القديس برنارد: “حيث لا تسود المحبة، تسود الأهواء وشهوات الجسد. فإن لم تشعل نار المحبة مصباح الإيمان، فهذا لن يدوم طويلاً ليقودنا إلى السعادة الأبدية... فلا فضيلة حقيقية بدون محبة.”
وقد تكون قراءة التنبيهات، التي ذُكرت أعلاه، والتي تحذر من الخطر، قليلة الفائدة لأعضاء اﻠﻠﭽيو ماريا، ثم يتعهدون بأن فيما بينهم “لن يحدث ذلك أبداً”. إن إمكانية وقوع هذا الخطر جائزة، وستظل كذلك إذا ما نقصت المحبة في إجتماعاتهم، وإذا ما ضعفت الروح الفائقة الطبيعة. ومن هنا فإنه يجب السهر بلا إنقطاع. يذكر لنا التاريخ أن الفرقة الرومانية، حتى وفي زحفها لأبعد المسافات، لم تكن تقضي ولو ليلة واحدة، دون إقامة معسكر، وتطويقه وتحصّينه بعناية قصوى وحتى وإن كان العدو بعيداً جداً، وحتى فى زمن السلم. فعلى اﻠﻠﭽيو ماريا، أسوة بهذا النظام، أن تُعنى هي أيضاً بحماية معسكراتها (والتي هي إجتماعاتها) ضد أي هجوم ممكن من “روح العالم” هذا الشديد الضرر. وهذه الحماية تكمن في تجنب كل كلمة، وكل فعل مضاد للمحبة، وبإشباع الإجتماعات بروح الصلاة وتقوى اﻠﻠﭽيو ماريا الكاملة
“إن للنعمة كما للطبيعة، عواطفها وأحاسيسها، ولها حبها، وغيرتها، وآمالها، وأفراحها، وأحزانها. فعواطف النعمة هذه كانت دائماً كاملة في العذراء التي كانت تحيا حياة النعمة أكثر من أن تحيا حياة الطبيعة. إن معظم المؤمنين يعيشون في حال النعمة، لكنهم لا يحيون حياة النعمة. أما البتول القديسة فقد كانت خلافاً لذلك، تحيا دوماً فى النعمة – بل أكثر من ذلك - وفى حياة النعمة وتحياها بشكل كامل طيلة مدة حياتها على هذه الأرض.”
(جبيوف Gibieuf: العذراء المتألمة عند أقدام الصليب) ٢. المجلس المحلي والمجلس الأعلى (الكوريا والكوميسيوم) Curia & Comitium
١. إذا أُنشئ في مدينة أو بلدة أو منطقة فرقتان ﻠﻠﭽيو ماريا أو أكثر، يجب إنشاء مجلس إداري لها يُدعى المجلس المحلى (Curia). ويتألف هذا المجلس الإداري من جميع الضباط (بما فيهم المرشدون الروحيون) لتلك الفِرَق الواقعة ضمن هذه المنطقة.
٢. إذا دعت الضرورة إلى منح أحد المجالس المحلية – علاوة على وظائفه الخاصة – سلطة المراقبة على مجلس محلي آخر أو عدة مجالس محلية، فهذا المجلس المحلي الأعلى سيتم تسميته بشكل خاص بالمجلس الأعلى (Comitium) وكل إجتماع من إجتماعاته يُعتبر إجتماع مجلس أعلى، سواء كان ممثلى المجالس التابعة له حاضرين أم لا.
والمجلس الأعلى ليس بمجلس جديد. فهو يُتابع مسؤوليته كمجلس محلي بالنسبة للفِرَق التابعة له في المنطقة، بالإضافة إلى متابعة المجلس أو المجالس المحلية الخاضعة له
تخضع إنتخابات ضباط هذه المجالس المحلية لتصديق المجلس الأعلى بما أنه المجلس الإدارى الأعلى منه مباشرة.
ويحق لهذه المجالس المحلية والفِرَق التابعة للمجلس الأعلى أن تُمثَل فيه تمثيلاً كاملاً وبالتالى يحق لضباطهم التصويت فى إنتخابات ضباط المجلس الأعلى
لكي يُخفف عن عاتق ممثلي أحد المجالس المحلية حضور كل إجتماعات المجلس الأعلى (التي إذا ما أضيفت إلى إجتماعات مجلسهم فإنها تُشكل عبئاً مُفرِطاً)، فإنه يمكن للمجلس الأعلى أن يبحث شؤون ذلك المجلس المحلي، ويطلب من ممثليه الحضور فقط في إجتماع واحد من كل إجتماعين أو ثلاثة له. وليس من المطلوب حضور ممثلى كل المجالس المحلية التابعة فى نفس الشهر
إن المجلس الأعلى لن يُغطى عادة منطقة تتجاوز حدود الإيبارشية الواحدة، ولكنه يغطى منطقة أصغر. فإذا كان هناك العديد من المجالس المحلية المتباعدة بدرجة كبيرة، قد يكون من الضرورى بل والمرغوب أن يكون هناك أكثر من مجلس أعلى، وربما العديد. قد يكون هناك ظروف يمكن الطلب من أحد المجالس العليا الإشراف على مجلس محلى أو أكثر فى إيبارشية أو إيبارشيات أخرى، وذلك بغرض الإدارة الرشيدة وبعد أخذ موافقة السلطة الكنسية
٣. إن الرئيس الكنسي في المنطقة التي يعمل فيها المجلس المحلي (أو المجلس الأعلى)، هو الذي يُعيّن المرشد الروحي
٤. يمارس المجلس المحلي سلطته على الفِرَق الخاضعة له، وفقاً لقوانين اﻠﻠﭽيو ماريا. وهو الذي يُعيّن ضباط تلك الفِرَق (ما عدا المرشد الروحي)، وهو يقوم بحساب المدة المُعيّنة لبقائهم في مناصبهم.
أما طريقة التعيين فهي موضحة في الفقرة ١١ في الفصل ١٤ تحت عنوان الفرقة “البريسيديوم
٥. يُعنى المجلس المحلي بأن تُراعي الفِرَق وأعضاؤها العمل بالنظام
تُشكل الأمور التالية جزءاً من أهم أعمال المجلس المحلي
(أ.( تدريب الضباط ومراقبتهم في ممارسة واجباتهم وفى الإدارة العامة لفرقهم
(ب.( قبول تقارير كل فرقة. ومن واجب الفرقة تقديمها على الأقل مرة في السنة
(ج.( تبادل الخبرات
(د.( دراسة الأعمال الجديدة
(ﻫ.( إستحداث معايير ومبادىء عالية
(و.( التأكد من أن كل عضو في اﻠﻠﭽيو ماريا يقوم بالعمل المفروض عليه بشكل مرضٍ
(ز.( العمل على إنتشار اﻠﻠﭽيو ماريا، وتشجيع الفِرَق على إختيار الأعضاء المساعدين (والتي تشمل العناية بهم وتنظيمهم
ومن الواضح أن أعضاء المجلس المحلي، ولا سيّما ضباطه، يحتاجون إلى قدر كبير من الشجاعة الأدبية لممارسة مسؤولياتهم على أكمل وجه
٦. إن مصير اﻠﻠﭽيو ماريا هو بيد مجالسها المحلية ومستقبلها يعتمد على تطوير تلك المجالس. ويبقى كيان اﻠﻠﭽيو ماريا في كل منطقة مزعزعاً وغير ثابت حتى ينشأ فيها مجلس محلي
٧. لا يستطيع عضو اﻠﻠﭽيو ماريا تحت سن الثامنة عشرة من عمره أن يكون عضواً في مجلس محلي للبالغين. ولكن يمكن إنشاء مجلس محلى للأشبال يكون خاضعاً لمجلس البالغين إذا رأى المجلس المحلي أن ذلك مناسباً
٨. إنه لشىء أساسى بكل تأكيد، أن يكون الإتصال بضباط المجلس المحلي، ولا سيّما الرئيس، أمراً يسهل على كل الأعضاء الخاضعين لذلك المجلس. بحيث يمكن مناقشتهم في صعوباتهم وإقتراحاتهم وسائر شؤونهم التي لم تبلغ بعد النضوج الذي يجعلها موضوعاً للنقاش العلني
٩. من المستحسن أن يكون الضباط، وخاصة الرئيس، قادرين على تخصيص أوقات طويلة لواجبات وظائفهم التي يعتمد عليها الكثير من شؤون المجلس ونجاحه.
١٠. إذا كان عدد الفِرَق الخاضعة للمجلس كبيراً، فلا بد من أن يكون عدد ممثليها في إجتماعات هذا المجلس كبيراً أيضاً. وهذا قد ينشأ عنه بعض الصعوبات، كإيجاد مكان واسع للإجتماعات، أو ضمان حسن الإدارة. لكن اﻠﻠﭽيو ماريا تؤمن بأن هذه الصعوبات سيعوض عنها من خلال مزايا أخرى. فاﻠﻠﭽيو ماريا تتوقع من مجالسها أن تكون أكثر من آلة إدارية. فكل مجلس هو قلب نابض وعقل مفكّر لمجموع الفِرَق التي تتصل به. وبما أنه مركز الوحدة بين هذه الفِرَق، فكلما إزداد عدد الروابط (أي عدد الضباط الممثلين فيه) التي تصله بكل فرقة، زادت قوة تلك الوحدة، وزاد ثبات الفرقة في بثها لروح اﻠﻠﭽيو ماريا وأساليبها. ففي إجتماعات المجالس المحلية وحدها، يمكن أن يعرف، وأن يناقش بشكل كافٍ كل ما يتعلق بجوهر المنظمة، ثم ينقل ذلك كله إلى الفِرَق ويُنشَر بين أعضائها. ١١. يعتني المجلس المحلي بزيارة كل الفِرَق الخاضعة له دورياً، وإن أمكن مرتين في السنة، لتشجيعها والتحقق من أن كل شيء يجري فيها حسب النظام. كما يجب تجنب القيام بهذا الواجب بروح الإنتقاد أو إصطياد الأخطاء لكي لا يتسبب ذلك فى خوف الأعضاء من قدوم زائرين، والإستياء من مقتراحاتهم. فلتكن إذاً الزيارة بروح المحبة والتواضع التى تفترض أن هناك الكثير مما يمكن تعلمه بقدر ما يتم تلقينه للفرقة التى تتم زيارتها
ويجب أن يتم مسبقاً إعلام الفرقة بهذه الزيارة بإسبوع كامل على الأقل
يُسمع أحياناً أن بعض الأشخاص يمتعضون من هذه الزيارة بحجة أنها “تدخلاً خارجياً” في شؤونهم. ومثل هذا الشعور يُعَد عدم إحترام للمنظمة، فالفِرَق ما هي إلا أجزاء من اﻠﻠﭽيو ماريا، ويجب أن تكون أجزاء مخلصة: فهل تقول اليد للرأس: “لا حاجة بي إليك؟” علاوة على ذلك، فإنه نكراناً للجميل، خاصة وأن وجود هذه الفِرَق يعود الفضل فيه لهذا “التدخل الخـــارجي”. إنها لمفارقــــة، ألا يقبــل هؤلاء المعترضون - بطيب خاطر- من السلطة المركزية المساعدات التي تعود عليهم بالمنفعة. إن في ذلك حماقة، أيضاً، فإنهم يعارضون الخبرة الدنيوية. إن الدرس الخاص بكل جماعة منظمة (سواء كانت دينية أو مدنية أو عسكرية) هوأن الإعتراف الشامل العملى الغير مشروط “بمبدأ المركزية” يُعتبر شيئاً جوهرياً للحفاظ على الروح وضمان الفاعلية. والزيارة المعتادة لوحدات المنظمة هو جزء عظيم الأهمية من تطبيق هذا المبدأ وما من شكل كفء من أشكال السلطة يتجاهل واجبه فى هذا الشأن
وبعيداً عن الحقيقة أن الزيارة من المجلس المحلى هي ضرورية لسلامة الفِرَق وصحتها، على الفِرَق أن تتذكر أن هذه الزيارات هى جزء من القانون، ولذا يجب أن تَصِر على ألا يتم التغاضى عن هذا الواجب من المجلس المحلى. ولا حاجة هنا لأن يُقال للفِرَق بأن من واجبها إستقبال زائريها إستقبالاً وديّاً وحميماً
وأثناء الزيارة، يُعرض على الزائرين سجلات العضوية، ودفاتر أمين السر، وأمين الصندوق، وسجل الرئيس المدوّن به الأعمال، وكل الوثائق المتعلقة بإدارة الفرقة، ليفحصوها ويروا ما إذا كانت محفوظة بإتقان، ويتثبتوا من أن كل من الأعضاء الأكفّاء الذين أمضوا فترة الإختبار قد أدّوا الوعد المريمي
يقوم بهذه الزيارة إثنان من أعضاء المجلس. ولا يشترط أن يكونا من ضباطه، بل يمكن أن يحدد لها أي عضو قدير. وعلى الزائرين أن يقدموا للمجلس تقريراً مكتوباً عن زيارتهم. ويمكن الحصول على النموذج الخاص بهذه الزيارات من مجلس القيادة العامة الكونشيليوم
وإذا لاحظ الزائرون أية نقائص أثناء الزيارة، فيستحسن عدم بحثها علنياً أمام الفرقة نفسها أو أمام المجلس المحلي، بل تُناقش مع المرشد الروحي ورئيس الفرقة. وإذا لم يكن ذلك يضمن العلاج، فيجب عرض الأمر على المجلس المحلي
تابع قراءة الفصل تضرعي لأجلنا يا والدة الله القديسة ... لكي نستحق مواعيد المسيح