ألفونس لامب
 في 21 يناير من كل عام يجتمع الألاف والألاف من الجنود المريميين للاحتفال بعيد وفاة ألفونس لامب فى هذا التاريخ، وتقام العديد من الاحتفالات لتكريمه، الصلاة له ولطلب شفاعته. يحضرهؤلاء الجنود الذبيحة الإلهية فى هذا اليوم، ويرددون الصلوات الخاصة باللچيو ماريا، ثم يخرجون إلى الشوارع ليبشروا الناس كما علمهم ومرنهم ألفونس.
وُلد ألفي لامب في أيرلندا في 24 يونيه 1932م (عيد القديس يوحنا المعمدان) وقبل أن يصبح مرسلاً للچيو ماريا، قضى فترة في دير الإخوة الأيرلنديين المسيحيين، لكنه اضطر لتركه لسوء حالته الصحية، انضم ألفونس للچيو ماريا فى أيرلندا وهو تقريباً فى الثامنة عشر من العمر. بعد 3 سنوات- وكان يعتبر ألفونس من أصغر من كان فى عمره فى ذلك الوقت- تم ترشيحه ليكون مبشر.
وبعد 6 سنوات، كان يهتف له الشعب الذين عرفوه عن قرب بأنه رجل القداسة، وكان هناك من يشبهونه بالزهرة الصغيرة..
أُرسل ألفونس من قِبَل مجلس القيادة العامة بدبلن عام 1953م إلى أمريكا الجنوبية ليطور اللچيو المريمية هناك. ولكنه لم يستطيع أن يحد نفسه عن إنشاء العديد من الفرق المريمية، ألفونس فعل الكثير بسبب روح الحماسة التى كانت تشع منه لدى النفوس، اكتشف ألفونس أن الغالبية تم عمادهم ولكنهم لا يعرفون معنى الإيمان أو المسيحية الحقيقة؛ فاضطر أن يقوم بتعليمهم الحياة المسيحية على الطريقة الصحيحة. أحد أهم الصعوبات التى واجهته، عندما جاءت الطوائف الأخرى وكانت تحث الشباب أن يديروا ظهورهم للكنيسة الكاثوليكية، وقبل أن يأتى ألفونس إلى هناك، كان يعلم أن هناك عمل أساسى لكسب هؤلاء الناس مرة أخرى إلى الكنيسة. وأخذ ألفونس يعلم من كل مناحى الحياة ومن كل الأعمار أنه يجب دعوة كل الناس إلى اللچيو ماريا، مثال على ذلك، ألفونس لعامل صغير بالسكة الحديد وسأله إذا كان على استعداد للعمل لسيدتنا مريم؛ فكان الجواب من ذلك الشاب وهو يدعى ميجل مانشينى أنه معمد ولكنه لم يحضر القداس إلى عمره هذا. فأصر ألفونس على دعوته، أنه لم يسأل عن ما إذا كان يقوم بممارسة الشعائر الدينية أم لا، فقبل الشاب الدعوة. وبعد شهر من هذه الدعوة أصبح هذا الشاب رئيساً للفرقة، ثم للمجلس المحلى، ثم للمجلس الإقليمى، وبعد انتهاء فترة انتخابه، التحق بالكلية الإكليريكية، ثم أصبح رئيس تلك الجامعة، وهى واحدة من أهم الكليات الإكليركية بأمريكا الجنوبية.
علّم ألفونس الجنود المريميين كيف يجعلوا من كل شخص رسول للكنيسة الكاثوليكية، وكان يأخذهم معه أينما ذهب؛ ليجعلهم يرونه ويتعلموا كيف يقوموا بالأعمال الرسولية. كان ألفونس مثال لعضو اللچيو الدائم الخدمة.
فى بعض الأحيان كان الأعضاء يرونه وهو يتناول فنجان القهوة فى أحدى المقاهى العامة، ويأتى له أطفال الشوارع ليعرضوا عليه أن ينظفوا حذائه، أو يبيعوا له الجرائد، فكان يقول لهم" تعالوا بعد 5 دقائق" وعندما يأتوا فى المرة الأخرى كان يعرض عليهم أن ينضموا للچيو ماريا، هؤلاء الأطفال كانوا يقوموا بأعمال رسولية فى أصعب وأقسى المناطق فى بلادهم.
فى هذا الأثناء كان الكهنة الذين أتوا من أوروبا يعانون من الأثار السلبية للحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى الأثار السلبية من الصدمة، والعجز، والمرض، دُعوا هؤلاء الكهنة ليكونوا مرشديين روحيين للچيو ماريا، وكثيراً منهم قبلوا الدعوة. كان البعض منهم يشكون أن اللچيو ماريا يمكن أن تكون الآلة التى تستطيع أن ترجع الناس مرة أخرى للكنائس وللإيمان. وكان البعض ضد فكرة أن ينشأوا فرق للچيو ماريا فى حدودهم. وهؤلاء الذين كانوا ضد اللچيو ماريا، تأثروا كثيراً بالتقارير الإيجابية التى كانت تأتى لهم من المناطق المجاورة التى نشأت وترعرعت فيها اللچيو ماريا.
أولئك الذين عملوا مع ألفونس قالوا إنه ليس فقط مثال للحياة الروحية، أنما مثال فى كل ما كان يفعل. كما اتفقوا جميعاً أنهم لم يروه أبداً حزين، مكتئب، يائس، فاقد صبره، أو يشكو. أنما كانت الإبتسامة تملئ شفتيه. وظل يحمل هذه الصفات حتى وفاته.
كان ألفونس أينما ذهب يُعرض عليه الإقامة ولكنه كان قليلاً ما يبقى فى بيوت الطلبة. فى تلك السنوات فى أمريكا الجنوبية، تأثر الشباب بالمذاهب الماركسية والشيوعية وكادوا أن يديروا ظهورهم للإيمان ليتناولوا تلك الأيديوليجيات الجديدة. أثناء استراحة ألفونس بالمساء، كان يحب أن يجلس مع هؤلاء الشباب ليتكلم معهم عن الإيمان الكاثوليكى. وقيل أن فى مناسبة ما تم تهديد ألفونس من طالب يحمل سكينة، وفى مناسبة اخرى قال لامب أنه تلقى اتصال تليفونى فى ساعة مبكرة تهدده بالقتل إذا أتى مرة أخرى للجامعة لإنشاء اللچيو ماريا، ولكن ذلك لم يمنع ألفونس من استمرار خدمته.
فى مناسبة أخرى، دعى أحد الكهنة لزيارة شخص مريض بالمستشفى- وكان هذا الكاهن من أولئك الذين كانوا يرفضون إنشاء اللچيو ماريا برعيتهم ولكنه وافق بعد ذلك- وعرض عليه ألفونس أن يذهب معه لذلك المريض. وبعد فترة قصيرة من الزيارة، خرج الكاهن و قال لألفونس أن المريض يهودى فطلب منه ألفونس أن يدخل ويتحدث معه، وبعد فترة قصيرة، خرج ألفونس للكاهن وقال له ان المريض على استعداد أن يعمد.
الظروف المناخية التي تعرضت لها أمريكا الجنوبية من البرد القارس إلى الحر الشديد كان يمكن أن يعرقل بعض الأشخاص عن القيام بالأعمال، ولكن الأمر كان ليس هكذا مع ألفونس؛ والدليل على ذلك أنه أخذ مجموعة من اللاهوتيين أثناء عطلتهم وعرض عليهم ان يعلمهم نظام اللچيو ماريا وكيف يقوموا بالأعمال الرسولية. فصاحبه 14 شخص منهم فى رحلة طالت حوإلى 24 ساعة بالقطار، قام فيها ألفونس بعمل مذبح صغير وعقدوا اجتماعهم الأول ووزع عليم عمل رسولى أن يقوموا إلى الركاب بالقطار ويكلموهم عن الإيمان وعن التكريم لسيدتنا مريم العذراء، وبعد ساعتين رجعوا ليتناقشوا عن ما فعلوا وماذا استفادوا؟ وتم عمل الاجتماع 4 مرات فى هذه الرحلة، وتكرر العمل على مدار اليوم أكثر من مرة.
كما كان ألفونس غنياً في بيته، كان أيضاً فقيراً مع الفقراء. وكان مستغرق فى القول أن هؤلاء الفقراء لديهم نفوس يجب أن تكتسب إلى الكنيسة. أولئك الذين انضموا إلى اللچيو ماريا وأخذوا الخدمة فى المناطق الفقيرة، كان عليهم ان يرتدوا القمصان والجينز أثناء قيامهم بالأعمال، وأشاد ألفونس بعملهم، ولكنه أعطاهم تحد آخر وهو العمل الرسولى فى منطقة الضوء الأحمر، وكان هذا غريباً فى هذا الوقت فى هذه المنطقة أن يقوم أحد بتلك الأعمال هناك. ولكن هؤلاء الجنود أخذوا على عاتقهم ذلك التحدى وقاموا بالعمل ومازال العمل يقام به حتى يومنا هذا.
كان ألفونس لديه جانب آخر فى شخصيته، فكان يحب أن يلقى النكت أو القصص الفكاهية حتى وإن كانت ضده شخصيًا. وقام ألفونس بالعديد من الأعمال خلال حياته القصيرة، منها ما عرفناه ومنها لا نعرف عنه شيئاً. وتعلم اللغة الروسية أملاً فى أن يزو هذه البلد، ولكن لم تتحقق تلك الرغبة؛ لأنه تُوفى بعد ذلك الوقت بفترة قصيرة في 21 يناير 1959م، ودفن فى قبر ببيونس آيرس، بعد أن عمل علىمدار ست سنوات على تنشيط وانتشار اللچيو ماريا في كولومبيا، والأرجنتين، والإكوادور، وأوروجواي، والبرازيل.
والدليل على شهادة الحقيقة لذكراه هو وجود الألاف والألاف من الجنود المريميين الذين يعملون على أثره فى جميع أنحاء أمريكا الجنوبية لخير الكنيسة تحت لواء أمنا العذراء مريم.
الكهنة والأساقفة كانوا يعتبرونه أرجنتينياً وتم ترشيحه ضمن المجموعة المرشحة من قبلهم لإعلان قداستهم، جميع الناس بأمريكا الجنوبية تصلى إلى ألفونس ويروا إنه راعى الشباب، يظهر حبهم له كل عام فى شهر يناير عندما يجتمع الألاف من الناس ليكرموا ذلك الكاثوليكى الذى كان لديه حماسة الروح تجاه الأخرين ووضع ذلك موضع التنفيذ، ففى الأرجنتين بدأ ألفونس أول فرقة مريمية هناك لمجموعة من الأرثوذكس قبلوا بكل ما تنادي به اللچيو ماريا.
تضرعي لأجلنا يا والدة الله القديسة ... لكي نستحق مواعيد المسيح